تنتشر في هذه الأيام عبر وسائل التواصل والاتصال أن الموت يكثر في شهر شعبان ، وأن الأرواح تتساقط فيه ، ويطلب البعض المسامحة لأجل ذلك ؛ وبعضهم قام بحملات للمسامحة ، ويرددون عبارات : سامحوني وحللوني
وأصل هذه المسألة مجموعة من الأحاديث والآثار ؛ ولكنها ضعيفة لا تصح في هذا الباب ؛ ومن هذه الأحاديث الضعيفة حول هذا الموضوع
حديث : (تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان ، حتى إن الرجل ينكح ويولد له وقد خرج اسمه في الموتى
ضعفه الشيخ الألباني في “السلسلة الضعيفة” برقم : 6607
وحديث : (في ليلة النصف من شعبان يوحي الله إلى ملك الموت بقبض كل نفس يريد قبضها في تلك السنة
ضعفه الألباني في “ضعيف الجامع” برقم 4019
وحديث : ( إنه ليس نفس تموت في سنة إلا كتب أجلها في شعبان ، فأحب أن يكتب أجلي وأنا في عبادة ربي وعمل صالح
ضعفه الدارقطني كما ورد في “ميزان الاعتدال” م 4 ص 507
ومثلها الآثار المروية عن عكرمة وعطاء رحمهما الله فلا تصح في الباب
قال القاضي أبو بكر ابن العربي المالكي رحمه الله
“وليس في ليلة النصف من شعبان حديث يُعوَّلُ عليه ، لا في فضلها ، ولا في نسخ الآجال فيها ، فلا تلتفتوا إليها
“أحكام القرآن” م 4 ص 117
وكثير من الأقوال والأفعال والمحدثات انتشرت عبر تاريخ الأمة بسبب الأحاديث الضعيفة
فلا تكن ممن ينشر هذه المحدثات التي لا أصل لها في الشرع ؛ بل ربما فتحت باب التطير والتشاؤم
وفق الله الجميع للتمسك بالسنة والبعد عن البدعة والحذر من الفتنة