إن الإسلام جاء لسعادة البشرية ، ونشر التسامح والوسطية ، والاعتدال والقيم التعاملية الإيجابية ، ونبذ التطرف والهمجية ، والعنف والوحشية
ولا شك أن ظلم المستأمنين ، وقتل المعاهدين ، والغدر بالذميين ، ليس من نهج الإسلام المبين ، ولا من هدي النبي الأمين صلى الله عليه وسلم
وما وقع خلال الأسبوع الماضي من حادثة جريمة الريم النكراء ، والفعلة الشنعاء ، من المجرمة الغادرة الحمقاء ، لا يمثل دين الإسلام لا من قريب ولا من بعيد ، ولا يصدر إلا من فاجر عنيد ، وفكر ساقط عتيد ، بل الإسلام براء من هذا الإرهاب ، وإن تسترت الجانية بالنقاب
إن الإسلام سطر أروع قيم التعامل مع أهل الذمة والمستأمنين ، وسائر المعاهدين ، ودعا إلى مراعاة حقوقهم ، ونهى عن إيذائهم ، وحض على الإحسان إليهم
وإذا أجار أحد من المسلمين مشركا في دار الإسلام وجب حفظ عهده ، وعدم خفر ذمته ، كما جاء في الصحيحين : ” قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ ” ؛ فكيف إذا كان العهد والأمان من الدولة ؟
يا ترى ماذا سيفعل من ظلم المعاهدين ، وسلب حقوق المستأمنين ؛ إذا حاججه سيد الأولين والآخرين ؛ ففي الحديث الصحيح : ” ألا من ظلم معاهدا ، أو انتقصه حقه ، أو كلفه فوق طاقته ، أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس منه ؛ فأنا حجيجه يوم القيامة
إن قتل المعاهدين ، وخفر دم المستأمنين ، فيه الوعيد الشديد ، والتنفير والتهديد ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ” من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاما ” رواه البخاري ، وفي رواية النسائي : ” من قتل رجلا من أهل الذمة ؛ لم يجد ريح الجنة ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عاما
وإن دولة الإمارات قيادة وشعبا تدين هذا السلوك الإرهابي ، والقتل الوحشي ، والفعل الهمجي ، ودولتنا عصية بإذن الله على كل من تسول له نفسه المساس بأمنها واستقرارها ؛ بهذه الأفكار الإجرامية ، والأفعال الإرهابية
حفظ الله بلادنا وبلاد المسلمين من شر الأشرار ، وكيد الفجار ، وطوارق الليل والنهار
كتبه الدكتور صالح عبدالكريم في صباح يوم الأحد بتاريخ 15 / 2 / 1436ه الموافق 7 / 12 / 2014م