الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد
فمن حب الناس للخير ورغبتهم في كسب الأجر ينشرون الرسائل الدينية ، ولكن كم من مريد للخير لم يصبه ، وكم ممن أراد كسب الحسنات بنشر الرسائل فكسب السيئات ؛ لأنه نشر ما يخالف الكتاب والسنة
ولذا أحببت توجيه رسالة في كيفية التعامل مع هذه الرسائل الدينية ، وخاصة ما ينشر عبر البريد الإلكتروني وشبكات التواصل وأجهزة الهاتف
أولاً : إذا رأيت الرسالة تتضمن آيات قرآنية فعليك أن تتثبت من صحة الكتابة الإملائية والطباعية وموافقة رسم المصحف الصحيح ؛ حتى لا تنشر الآيات بطريقة غير صحيحة
ثانياً : إذا تضمنت الرسالة أحاديث نبوية فعليك أن تتثبت من صحة الأحاديث ؛ حتى لا تنشر أحاديث ضعيفة ، وتدخل في الوعيد ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
ثالثاً : إذا كانت الرسالة تتضمن فتوى أو حكم شرعي فعليك أن تتثبت من صحة الفتوى ومصدرها ونسبتها وهكذا الأحكام ، وعليك بالرجوع إلى العلماء وطلاب العلم المتمكنين
رابعاً : إذا كانت الرسالة تتضمن تخصيص عبادات معينة وأرقام معينة وإلزام بالقسم والأمانة فهي من البدع مثل: أقسم عليك ترسلها خمس مرات وغيرها من الرسائل
خامساً : إذا كانت الرسالة تتضمن قصة فعليك أن تتأكد من صحتها وعدم مخالفتها للشرع والعقل ؛ فكم من قصص مكذوبة تنتشر في الرسائل
سادساً : إذا كانت الرسالة تتكلم عن قضايا كبيرة ونوازل جديدة مثل الجهاد في بعض البلدان أو المقاطعات أو ولاة الأمر والثورات والمظاهرات ، فعليك أن تتريث قبل نشر هذه الرسائل ؛ لأن القول فيها للعلماء الراسخين وليس للمتحمسين وأنصاف المتعلمين ، وخاصة خلال هذه الفتن الأخيرة
سابعاً : إذا كانت الرسالة تتضمن مقاطع صوتية أو مرئية دينية فعليك أن تتثبت من صاحب المقطع هل هو من العلماء المشهود لهم بالعلم والسنة ، ولا يلزم من حسن الأسلوب سلامة المنهاج ، فلا تنشر للثوريين والحزبيين والقصاصين
قد يقول البعض لقد ضيقت واسعا يا شيخ وحجرت علينا الخير ، فنقول لا والله بل الخير لكم نريد ، لأن الأمر دين ، ونشر العلم الصحيح باب الأجر ، ونشر الغث سبب للوزر ( ولا تقف ما ليس لك به علم