نشرت في صحيفة الإمارات اليوم بتاريخ 16/6/2012
سمعت أحد المتخصصين في التربية يذكر أن من الأمور المفيدة جدا في تربية الأطفال أن يأتي الوالد أو الوالدة إلى الأطفال أثناء النوم ويقبلهم ، فهذه الطريقة لها أثر إيجابي على الأطفال ، فقد يستيقظ الطفل في أثناء النوم فيلمس هذا الحنان الأبوي الجميل فيتأثر بذلك .
ذكرني كلام هذا التربوي جزاه الله خيرا بحديث زيارة النبي صلى الله عليه وسلم لجابر بن عبدالله رضي الله عنه عندما كان مريضا ومغمى عليه ، ومع هذا يزروه النبي عليه الصلاة والسلام ، وهذا تأكيد بعد تأكيد على قوله تعالى : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ).
إن التربية بالعطف والحنان من أعظم طرق التربية الناجحة ، فعندما يكون تكريم الطفل بحنان وعطف فهنا سنجني ثمار هذا الحنان الجميل ، وعندما يكون العقاب أيضا بحنان وعطف ولطف فعندها أيضا سنجني الأثر المرجو من هذا العقاب ، وأما إذا كان التكريم بجلافة وقسوة وغلظة وكذلك العقاب فإن هذه الأساليب التربوية لها تأثير المسكن للمرض فقط ، ولكنها على المدى البعيد ستجعل الطفل متمردا ثائرا على والديه في كل صغيرة وكبيرة ، بل قد تكون هذه القسوة سببا لعقد نفسية تزرع في نفسية الطفل وتكبر معه ، ثم يمارسها هو مع أبنائه وأهل بيته في المستقبل.
إذا كنا نريد أن نرى أبناءنا على خير وصلاح ونجاح فلنبدأ من الآن ، لنجلس معهم ، على الأقل أوقات الطعام ، وفي أثناء الطعام نداعبهم بالكلام والحديث والحوار ، وما المانع لو كلمناهم عن أنفسنا واستشرناهم ، نعم نستشيرهم ، أعلمُ أن بعض القراء قد يقول لي أنت تبالغ جدا في هذه المسألة ، فأقول : لا تأخذوا الجواب من كلامي بل خذوه من حال النبي صلى الله عليه وسلم فقد شاور أسامة بن زيد كما في قصة حادثة الإفك وعمر أسامة تقريبا خمس عشرة سنة أو دون ذلك ، فهل رأيتم أسلوبا تربويا مثل هذا الأسلوب النبوي الراقي الجميل ؟!
إن الإجازة الصيفية فرصة كبيرة جدا لتكون قريبا من أبنائك ، فلو سافرت معهم حدثهم عن الإيمان والأخلاق والصلاة والقيم والمبادئ ، وعن حب الوطن ، واحترام الآخرين ، وغير ذلك من الكلمات التي تخرج من قلبك وستصل إلى قلب هذا الطفل الصغير ، وأيضا دعه يتكلم واستمع لرأيه ، وإذا أردت مناداته فناده بالكلام اللطيف والمناداة الجميلة ، فبعض الآباء والأمهات لا يعرفون في مناداة أبنائهم وبناتهم إلى يا كذا ويا كذا ، من ألقاب وأوصاف السوء ، وأخشى إذا تعود الطفل على هذه الكلمات أن يقولها غدا لأبيه وأمه والعياذ بالله.
إن الكلام عن تربية الأبناء مهم جدا ، فهم ثروة المستقبل ، ولو تعبنا عليهم وهم صغار فإننا سنرتاح جدا إذا كبروا وكبرنا .
وقبل وضع القلم أقول للأبناء بعد أن تكلمنا مع الآباء: إذا أردتم الخير والفوز والنجاح والفلاح فكونوا من البارين بالآباء والأمهات.