نشرت في صحفية الإمارات اليوم بتاريخ 24/8/2013
من الجرائم الخطرة التي تؤثر في المجتمعات جريمة شنيعة منكرة قد تؤدي إلى إزهاق النفوس وهتك الأعراض وتفريق الأسر وضياع الأطفال، إنها جريمة «السحر»، هذه الجريمة الملعونة التي يقع فيها بعض الناس بتساهل كبير وعدم وعي بخطرها على دين ودنيا الإنسان!
إن هذه الجريمة، تقوم على أساس متين من الشرك والكفر بالله العظيم، فلا يمكن أن يسلك الساحر هذا المجال إلا بوقوعه في مسائل تخالف عقيدة الإسلام، لذلك كانت هذه الجريمة الخطرة مضيعة للدين والدنيا والعياذ بالله، وجاءت النصوص الشرعية الكثيرة في التحذير منها، ومن ذلك قول الله تعالى: (ولا يفلح الساحر حيث أتى)، وقوله تعالى: (ولا يفلح الساحرون)، وثبت في الحديث الصحيح أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: «ليس منا من سحر أو سُحر له أو تكهن أو تكهن له أو تطير أو تطير له». فانظروا، إلى هذا الذنب الذي نفى الله عن فاعله الفلاح، وتبرأ نبينا، صلى الله عليه وسلم، من الذي يقع فيه، وكم وقع على الناس من أذى عظيم بسبب كيد السحرة وفجورهم، ففرقوا بين الرجل وزوجه وبين المرأة وزوجها، وسعوا في كيد عظيم للإضرار بصحة الناس وعافيتهم وإذهاب عقولهم، لذلك يجب الحذر من هذه الجريمة الخطرة أشد الحذر، والعجب والله ممن يتساهل في الذهاب إلى السحرة والمشعوذين والكهان والدجالين، بل يذكر بعض الرقاة الأفاضل أن بعضهم يتصل به ويطلب منه عمل شيء من السحر لأقاربه أو من يختلف معهم، دون أي شعور بتأنيب الضمير! وبعضهم يقول: لقد تعبت من الوساوس والهموم، وأرى أشياء غير طبيعية، فلذلك يذهب للسحرة مستغيثاً بهم! وهذا أيضاً أمر لا يجوز، فمهما وقع عليك من بلاء وهم وغم وألم، عليك بصدق اللجوء إلى الله وعدم ارتكاب ما حرم، فلن يجعل الله شفاءك في منكر حرمه الإسلام، ولو تأملت في هذه الآية لوجدت فيها توجيهاً عظيماً إلى الفرج والفرح والسعادة، فالله تعالى يقول: (ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون)، فالله مدح نوحاً، عليه الصلاة والسلام، لأنه لجأ إليه، وأجاب دعاءه وفرج عنه، فلا تظنوا أبداً أن الشفاء سيكون على أيدي السحرة والكهان، ولا تظنوا أن المحبة بين الأزواج ستأتي على أيديهم، ولو كان الساحر يملك لنفسه شيئاً من النفع لوجدته في رغد من العيش وثراء ومال وجاه، لكن حالهم معروفة وحياتهم تعيسة شقية، فإذا كان لا يملك لنفسه جلب شيء من النفع فكيف سينفع غيره؟!
وأتمنى ردع هؤلاء السحرة بعقوبات مشددة، وتتبعهم وعدم التساهل معهم أبداً، لعظيم شرهم وفتنتهم، ومن المناسب جدا طباعة كتب بمختلف اللغات عن خطورة السحر، توزع على الخدم خصوصاً وبقية فئات المجتمع للتحذير من هذه الجريمة الخطرة.