نشرت في صحيفة الإمارات اليوم بتاريخ 21/12/2013
من الفئات التي أمرنا بالإحسان إليها ومعاملتها بالأخلاق الطيبة : الخدم ، فالخدم قد تركوا بيوتهم وأهاليهم وجاؤوا إلينا للعمل وطلب الرزق من بلدان مختلفة فالإحسان إليهم باب من أبواب الأجر وتطبيق لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل الحسن مع الخدم ، فبعض الناس سامحهم الله يعتدون على الخدم ويضربونهم ولا يعطونهم راتبهم في بعض الأحيان متناسين أن هذه الإساءة من الذنوب والمعاصي ، ونبينا صلى الله عليه وسلم لم يضرب خادما قط ، وثبت عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال : كنت أضرب غلاما لي بالسوط فسمعت صوتا من خلفي : اعلم أبا مسعود فلم أفهم الصوت من الغضب قال : فلما دنا مني إذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يقول : أعلم أبا مسعود اعلم أبا مسعود قال : فألقيت السوط من يدي فقال : اعلم أبا مسعود أن الله أقدرُ عليك منك على هذا الغلام ، قال فقلت :لا أضرب مملوكا بعده أبدا ، وفي رواية : فقلت يا رسول الله هو حر لوجه الله فقال أما لو لم تفعل للفحتك النار أو لمستك النار.
فأين تطبيق بعض الناس لهذه الأحاديث النبوية ؟! ولا يجوز لنا أيضا أن نسب الخدم ونشتمهم فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين والله ما قال لي : أف قط ولا قال لي لشيء لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا ، فانظروا كيف كان نبينا صلى الله عليه وسلم يعامل الخدم ، ولعل قائلا يقول إن الخدم قد يخطئون كثيرا فماذا نصنع ؟ فالجواب أننا لا بد أن ننتبه أنه لا يجوز لنا أن نعالج الخطأ بخطأ ، ولما سئل نبينا صلى الله عليه وسلم كم مرة أعفو عن الخادم فقال :” في اليوم سبعين مرة ” ونحن قد لا نتحمل زلة يسيرة من خادمة ضعيفة .
ومن أعظم أنواع الإحسان للخدم أن نعلمهم ونفقهم في الدين فبعض الخدم قد أتوا من بلدان يكثر فيها الجهل بأحكام الإسلام فلو أعطيناهم بعض الكتيبات بلغتهم التي تشرح لهم طريقة الوضوء والصلاة وأركان الإسلام والإيمان وتحذرهم مثلا من مسائل السحر والشعوذة التي تكثر عند بعض الخدم لوجدنا لذلك تأثيرا طيبا بإذن الله ، وكذلك بعض الخدم من غير المسلمين لو أعطيناهم بعض الكتيبات بلغتهم التي تبين محاسن وفضائل الإسلام بالإضافة إلى حسن الخلق وطيب التعامل فلعلنا نكون سببا في إسلامهم وهذه طريقة مجربة ومفيدة جدا لدعوة الخدم للإسلام.