الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد
فقد سألني أحد الشباب عقب صلاة الجمعة اليوم عن : النية التي ينبغي أن يستحضرها قبل دخول الخدمة الوطنية ، ورأيت أن هذا السؤال مهم جدا للشباب ، وأحببت أن أكتب فيه هذه الأسطر ، فأقول وبالله التوفيق
أولا : يستحضر الشاب نية طاعة ولي الأمر والإستجابة لدعوته الحكيمة ؛ ورؤيته البعيدة ؛ ” يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم
ثانيا : يستحضر الشاب نية الدفاع عن بلده المسلم ، والذود عنه ، فنية الدفاع عن الوطن الإسلامي باب من أبواب الجهاد في سبيل الله ، وفضل الجهاد عظيم لا يخفى على المسلم
ثالثا : يستحضر الشاب نية رد الجميل ، وهو مقصد شرعي عظيم ، فكم قدم لك بلدك من خدمات ومقدرات وتسهيلات وأمن واستقرار ورغد عيش ! أفلا يستحق منك هذا الوطن الغالي أن ترد شيئا من هذا الجميل ، وتثبت المواطنة الصادقة ؟
رابعا : يستحضر الشاب نية الإعداد الذي أمر الله به ” وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ” ، والإعداد يشمل الإعداد الإيماني والعسكري
خامسا : يستحضر الشاب نية التقوي ؛ فما أجملها من نية أن تتقوى على طاعة الله تعالى ؛ وفي الحديث : ” المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف
سادسا : يستحضر الشاب نية المحافظة على الصلاة ، والخدمة الوطنية ، وفترة الحجز كفيلة أن تربي نفسك على لزوم الصلوات الخمس ؛ وربما تستطيع الفوز بالموعود في الحديث ” من صلى أربعين يوما لم تفته تكبيرة الإحرام كتبت له براءتان : براءة من النفاق ، وبراءة من النار
سابعا : يستحضر الشاب نية التحلي بالأخلاق الفاضلة التي حث عليها الإسلام ؛ كالصبر والتضحية والتواضع والابتسامة وغيرها ، والخدمة الوطنية تسفر عن أخلاق الرجال كالسفر والبيع والشراء وغيرها مما يكشف عن معادن الأخلاق
ثامنا : يستحضر الشاب نية محاسبة ومراجعة النفس ؛ فالبعد عن البيت والوظيفة والبيئة التي كنت فيها فرصة جميلة لمراجعة حساباتك ، والنظر فيما قصرت فيه من حق الله والوالدين والوطن وغيرها من الحقوق
هذه بعض النوايا الطيبة التي تجعلك تفوز بأجور مضاعفة بإذن الله في ثنايا الخدمة الوطنية
والله أسأل لكم التوفيق والإخلاص والسداد في الدنيا والآخرة