:الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد
فمع كثرة الحوادث الإرهابية ، والفواجع الدموية ؛ التي ترتكبها الجماعات الخارجية ؛ كداعش وأخواتها من الطوائف التكفيرية ، مع التركيز في التنفيذ على الفئات الشبابية ، كان لزاما أن نبين طرق المحافظة على الشباب ، وصيانتهم من أتون التطرف والإرهاب
أولا : ينبغي علينا أن نملأ أوقات الأبناء بالنشاطات النافعة ، والممارسات الهادفة ، ونقلل بقدر الاستطاعة من أوقات فراغهم ؛ لأن الفراغ قد يولد بعض الأفكار السلبية ، وقديما قال العلماء : ” نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل ” !
ثانيا : يجب علينا متابعة الألعاب الألكترونية عند الأبناء ، وبالأخص التي فيها خاصية المحادثات ، فإن الجماعات الإرهابية قد عمدت إلى بعض الألعاب القتالية فطورتها بما يتناسب مع أهدافها الدموية ؛ كلعبة صليل الصوارم 1 – 2 ، وغيرها من الألعاب ، وتشير الإحصائيات إلى أنهم استطاعوا من خلال هذه الألعاب استقطاب عدد كبير من الأطفال والمراهقين خلال السنوات الأخيرة
ثالثا : برامج المحادثات والتواصل الاجتماعي فضاء مفتوح لتبادل الأفكار ، وعدد الحسابات الإرهابية والدموية في برامج التواصل الاجتماعي تبلغ مئات الألوف ، ويسعون بأساليب خطيرة لاقناع الشباب والبنات بفكرهم المنحرف ، وكسبهم وتجنيدهم ، وعليه لا بد من مراقبة حسابات الأبناء بحكمة
رابعا : ضبط مصادر التلقي والفتوى باب مهم للحفاظ على الأبناء ، فيُرشد الأبناء إلى الجهات الرسمية المخولة من الدولة ، والعلماء الربانيين الثقات ؛ حتى لا يذهبوا لدعاة الفتن ، ورموز الخوارج ، ويقعوا في شراك الفتاوى المغلوطة ، والأفكار المسمومة ، في باب الجهاد والحاكمية والموالاة وغيرها ، وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من دعاة الشر قائلا : ” دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها “
خامسا : كثير من الآباء يُغفل جانب الدعاء للأبناء ، وما أنفع حرص الوالدين على الدعوات الصادقة لهم في ساعات الإجابة ؛ أن يحفظهم المولى من الشرور والفتن والشبهات والشهوات ؛ ” وأصلح لي في ذريتي “
سادسا : تحذير الأبناء من الأفكار الهدامة بين الحين والآخر بأسلوب علمي حواري إقناعي له أثر في وقايتهم وصيانتهم من هذه المناهج الخطيرة ، وكم حذر النبي صلى الله عليه وسلم من فكر الخوارج
سابعا : المرء على دين خليله ، والرجل يعرف بأقرانه ، والصاحب ساحب ، فلنحرص على معرفة أخلاء الأبناء وعقلياتهم ؛ ماذا يطرحون ؟ من يتابعون ؟ ماذا يسمعون ؟
أين يجتمعون ؟
ثامنا : يحتاج الأبناء لتعزيز الأصول الشرعية في ضوء الكتاب والسنة في أبواب
– طاعة ولاة الأمر وحقوقهم
– الجهاد وضوابطه
– الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وشروطه
– أحكام المخالفين
– الواجب تجاه الوطن
– الأحكام المتعلقة بالإيمان والكفر
تاسعا : لا بد من كسر الحواجز بين الآباء والأبناء في باب المصارحة والبوح ؛ والقرب منهم ، ومعرفة ما يخفون ؛ فالتيارات الدموية لها أساليب في التجنيد والتهديد والتخويف
عاشرا : حينما نلاحظ تغير بعض التصرفات وظهور بعض المؤشرات لا بد أن نبادر ونهتم ونعالج ، فربما تكون بدايات الانجراف والانحراف ، ومن هذه العلامات
– محاكاة الجماعات الإرهابية في اللباس والشعور
– كثرة نقد الدولة والمؤسسات الرسمية والأجهزة
– الطعن في العلماء الكبار ووصفم بالعمالة والنفاق
– نظرة التشاؤم للمجتمع والحكم عليه بالهلاك
– الرغبة في العزلة والشرود الذهني المتكرر
– متابعة الحسابات المشبوهة والشخصيات المنحرفة
– محاولة معرفة الأسلحة وأنواعها وصناعاتها
– طرح الأسئلة الغريبة حول الجهاد ونواقض الإسلام والكفر
– الإنكار بطريقة عشوائية مع الجهل بالأدلة
– حب المقاطع الجهادية والأناشيد الحماسية
هذه بعض الطرق لحماية الأبناء من الأفكار الدموية ، والمناهج الإرهابية ، حفظ الله الأبناء من شرورهم ومكرهم وفتنهم