نشرت في صحيفة الإمارات اليوم بتاريخ 14/12/2013
أصبحت الكتابة هذه الأيام وسيلة مؤثرة للغاية لتناقل المعلومات والأخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي والبرامج المتعددة في الأجهزة الذكية ، فلو نظرنا لحالنا مع هواتفنا الذكية خاصة لوجدنا أننا إما أن نكتب أو نقرأ ، وهذا كله من تيسير الله علينا فالأمور الحديثة إن استغلت في الخير كان فيها الأجر ، ولكننا لابد أن نصارح أنفسنا بأن بعضنا قد يستخدم الكتابة في أمور لا ترضي الله عزوجل فينشر أشياء لا يحل له أن ينشرها متناسيا أن الأنامل ستتكلم وتشهد له أو عليه عند الله تعالى فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأم سلمة رضي الله عنها : ” واعقدن بالأنامل فإنهن مسؤولات مستنطقات ” أي اعقدن التسبيح والذكر بالأنامل فهي ستتكلم يوم القيامة .
إن تذكير الناس بالجزاءات القانونية المترتبة على الكتابات السيئة في مواقع التواصل وغيرها مهم جدا ولكن لابد أن يتم تذكير الناس بأن الأمر يتعلق أيضا بالحسنات والسيئات فبعضهم يتساهل جدا في قذف المحصنات فإن لم يعجبه كلام إحداهن بادر بشتمها والطعن في عرضها ! وترد عليه هي أيضا بقذف أمه وأخته ، وبعضهم إذا وضع مقطعا في ” اليوتيوب ” لأحد اللاعبين بادر بعض من لا يخاف الله بكتابة تعليقات مشينة جدا يسب فيها اللاعب وأهله وجماعته ! ومن أبواب الشر التي يتقحمها بعض الناس في مواقع التواصل نشر الشائعات التي لا أساس لها من الصحة متناسين أن من أسباب عذاب القبر أن يكذب الرجل الكذبة فتبلغ الآفاق ، ومن المؤلم حقا أن يفعل هذا بعض من يزعم أنه ينتسب للتدين والاستقامة فينشر الأكاذيب على بلاد معينة أو يسبها لأنها تخالف جماعته المنحرفة فإذا وضح له الناس أن الخبر مكذوب لا يظهر أي ندم أو أسف ! نسأل الله العافية والسلامة ، فالرد على هؤلاء وتحذير الناس من شرهم بالكتابات الراقية التي تبين انحرافهم باب كبير من أبواب الخير، وبعضهم يستخدم أسلوب السب والشتم زاعما أن قصده شريف ونبيل فأصبح حاله كما يقال : محام سيء لأعدل قضية ، فالحق لا يُنصر أبدا بالسب والشتم والكلام الساقط وإنما ينصر بطرح قوي وصحيح ومتزن ، والعاقل من يحرص على أن تكون كتاباته بابا للأجر ففي الحديث الصحيح : ” إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيُعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح فى النار “.