بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد
لقد حذر العلماء رحمهم الله من مسلك الخوارج منذ القدم، وذلك لعظيم شرهم وأثرهم على البلاد والعباد، ومن هؤلاء العلماء الأجلاء وهب بن منبه وهو تابعي جليل توفي عام 114 هـ ، وصف الخوارج في زمنة بوصف يطابق واقع الخوارج في زماننا، مما يدلك أخي القارئ على وحدة مسلكهم وسوء عاقبتهم وأنهم هم الذين حذر منهم السلف رحمهم الله وإن أظهروا شعار الجهاد والخلافة.
:ومن أقواله في ذلك
أولا : الخوارج سبب للإفساد في الأرض
قال رحمه الله : ” وما اجتمعت الأمة على رجل قط من الخوارج ولو أمكن الله الخوارج من رأيهم لفسدت الأرض وقطعت السبل وقطع الحج من بيت الله الحرام وإذا لعاد أمر الإسلام جاهلية حتى يعود الناس يستغيثون برؤوس الجبال كما كانوا في الجاهلية“
وهذه فرق الإخوان والقاعدة وأفراخها من الدواعش وغيرهم يعيثون في الأرض الفساد ويقطعون السبل ويخيفون الناس حتى فروا بأنفسهم وخرجوا من ديارهم
ثانيا : تفرقهم وعدم اتحاد كلمتهم، وكل فرقة تدعو لنفسها بالخلافة
“قال رحمه الله : ” إذا لقام أكثر من عشرة أو عشرين رجلا ليس منهم رجل إلا وهو يدعو إلى نفسه بالخلافة
وتأملوا حال زعيم القاعدة الذي يدعو لنفسه بالخلافة، وزعيم داعش يدعو لنفسه بالخلافة، وزعيم بوكو حرام يدعو لنفسه بالخلافة ثم تنازل وبايع أمير داعش
ثالثا: مع انقسام الخوارج فيما بينهم فإنهم يكفرون بعضهم بعضا
“قال رحمه الله : ” ومع كل رجل منهم أكثر من عشرة آلف يقاتل بعضهم بعضا ويشهد بعضهم على بعض بالكفر حتى يصبح الرجل المؤمن خائفا على نفسه ودينه ودمه وأهله وماله لا يدري أين يسلك أو مع من يكون
وتأمل أيها الموفق هذه الصورة وقارنها بخوارج العصر من الإخوان والقاعدة وأفراخهم، فإنهم انقسموا وكفروا بعضهم بعضا
رابعا : عاقبة الخوارج واحدة وهي الانقطاع والبتر
“قال رحمه الله : ” أني قد أدركت صدر الإسلام فوالله ما كانت للخوارج جماعة قط إلا فرقها الله على شر حالاتهم وما أظهر أحد منهم رأيه قط إلا ضرب الله عنقه وما اجتمعت الأمة على رجل قط من الخوارج
والتاريخ شاهد على وخيم عاقبتهم، وتمكن أهل السنة من رؤوسهم
فاللهم احفظ لنا ديننا وأدم الأمن علينا وعلى أوطاننا، ووفق ولاة أمرنا لما تحبه وترضاه