بسم الله الرحمن الرحيم
معالم الوسطية في الإسلام
:الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،أما بعد
اعلموا رحمكم الله أن الوسطية من المصطلحات الشرعية التي ذكرها الله في القرآن، وامتازت بها هذه الأمة عن غيرها من الأمم، ولكنّ هذا المصطلح استعمل استعمالا غير شرعي، مما أدى لتحريف معناه، وصرفه عما وضع له، وهذا مذموم شرعا لأن الأحكام الشرعية إنما تتعلق بمعاني الأسماء لا بألقابها.
“واللفظ إذا ورد في الشرع يفسر بحقيقته الشرعية ما لم تصاحبه قرينة تصرفه إلى المعنى اللغوي أو العرفي، فالوسطية مأخوذة من قوله تعالى : ” وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا
وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية ، فروى البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُدْعَى نُوحٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَبِّ فَيَقُولُ هَلْ بَلَّغْتَ فَيَقُولُ نَعَمْ فَيُقَالُ لِأُمَّتِهِ هَلْ بَلَّغَكُمْ فَيَقُولُونَ مَا أَتَانَا مِنْ نَذِيرٍ فَيَقُولُ مَنْ يَشْهَدُ لَكَ فَيَقُولُ مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ فَتَشْهَدُونَ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ { وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا } فَذَلِكَ قَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا } ، وَالْوَسَطُ الْعَدْلُ
“قال الشوكاني في فتح القدير : وَقَدْ ثَبَتَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَفْسِيرُ الْوَسَطِ هُنَا بِالْعَدْلِ، فَوَجَبَ الرُّجُوعُ إِلَى ذَلِكَ
وقال ابن كثير : ” والوسط هاهنا: الخيار والأجود، كما يقال: قريش أوسط العرب نسبا ودارا، أي: خيرها. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وسطا في قومه، أي: أشرفهم نسبا، ومنه الصلاة الوسطى، التي هي أفضل الصلوات، وهي العصر
ومما يدل على أن معنى قوله تعالى ” أمة وسطا ” الخيار العدول قول الله تبارك وتعالى : ” كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ” فوجب أن تفسر الوسطية ضمن هذه المعاني الشرعية
وحقيقة الوسطية في الشرع أنها عدل ووسط بين متناقضين، بين الإفراط والتشدد، وبين التفريط والتساهل، قال عمر بن عبد العزيز : وقد قصر قوم دونهم فجفوا، وطمح عنهم أقوام فغلوا، وإنهم بين ذلك لعلى هدى مستقيم
وقال الحسن البصري : سنتكم والله الذي لا إله إلا هو بينهما : بين الغالي والجافي “
وقال ابن القيم : ” وَقَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: مَا أَمَرَ اللَّهُ بِأَمْرٍ إِلَّا وَلِلشَّيْطَانِ فِيهِ نَزَعَتَانِ، إِمَّا إِلَى تَفْرِيطٍ، وَإِمَّا إِلَى مُجَاوَزَةٍ، وَهِيَ الْإِفْرَاطُ، وَلَا يُبَالِي بِأَيِّهِمَا ظَفَرَ: زِيَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ.
وقال أيضا :” وما أمر الله بأمر إلا وللشيطان فيه نزغتان : إما إلى تفريط وإضاعة، وإما إلى إفراط وغلو، ودين الله وسط بين الجافي عنه والغالي فيه، كالوادي بين جبلين والهدى بين ضلالتين، والوسط بين طرفين ذميمين، فكما أن الجافي عن الأمر مضيع له فالغالي فيه مضيع له هذا بتقصيره عن الحد وهذا بتجاوزه الحد
:ولا يحكم على الشيء في الشرع بأنه وسط إلا بأمرين
الأول : أن تدل أدلة الشرع على مشروعيته جملة أو تفصيلا ، فإن كان مخالفا للشرع فليس من الوسطية ولو رآه الناس وسطا
ثانيا: أن يكون في تطبيقه تحقيقا لمصالح الأمة ودفعا للمفاسد عنها قال ابن القيم: ” فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ أَرْسَلَ رُسُلَهُ، وَأَنْزَلَ كُتُبَهُ، لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ، وَهُوَ الْعَدْلُ الَّذِي قَامَتْ بِهِ الْأَرْضُ وَالسَّمَوَاتُ
فَإِذَا ظَهَرَتْ أَمَارَاتُ الْعَدْلِ وَأَسْفَرَ وَجْهُهُ بِأَيْ طَرِيقٍ كَانَ، فَثَمَّ شَرْعُ اللَّهِ وَدِينُهُ، وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ، وَأَعْدَلُ أَنْ يَخُصَّ طُرُقَ الْعَدْلِ وَأَمَارَاتِهِ وَأَعْلَامَهُ بِشَيْءٍ، ثُمَّ يَنْفِي مَا هُوَ أَظْهَرُ مِنْهَا وَأَقْوَى دَلَالَةً، وَأَبْيَنُ أَمَارَةً ” ا.هـ
ولا يحكم بذلك إلا أهل العلم
فما هي معالم الوسطية في هذا الدين وفي هذه الأمة ؟
للوسطية معلم إجمالي، ومعالم تفصيلية تتفرع من هذا المعلم الإجمالي
أولا : المعلم الإجمالي
هو أن جميع شرائع الدين مبنية على الوسطية والاعتدال، بعيدة عن الغلو والتعقيد ، قال ابن كثير : ” ولما جعل الله هذه الأمة وسطا خصها بأكمل الشرائع وأقوم المناهج وأوضح المذاهب كما قال تعالى : ” هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ
ثانيا : معالم الوسطية في الإسلام من جهة التفصيل
أولا : هذه الأمة وسط بين الأمم السابقة جميعها ، وقد أشار الله إلى ذلك في عدد من سور القرآن ومنها سورة الفاتحة ، قال تعالى : ” صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ” فقسم الله الناس إلى ثلاث طوائف : المنعم عليهم ، والمغضوب عليهم وهم اليهود، والضالون وهم النصارى
فاليهود الضالون عندهم إفراط من جهة علمهم وعدم عملهم ، كما قال تعالى ” مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ” ولبسوا الحق بالباطل عمدا وعدوانا فحذرهم الله بقوله “وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ
“والنصارى الضالون عملوا بجهل قال تعالى : ” وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى بْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ
“وأما المنعم عليهم فهم وسط بين أهل الإفراط والتفريط فعلموا وعملوا، بوب البخاري في صحيحه فقال: باب العلم قبل القول والعمل ثم استدل بقوله تعالى : ” فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ
ثانيا : وسطية هذه الأمة في أحكامها وتشريعاتها، فأحكامها بنيت على العدل والرحمة، فكل حكم ثابت في الشرع فهو دليل على وسطية هذه الشريعة، سواء علمنا الحكمة منه أو لم نعلم، قال تعالى : ” إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
“فأحكامها بنيت على اليسر والرحمة قال تعالى : ” يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ” وقال سبحانه : ” وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ
“وجاءت التكليفات خالية من المشقة الخارجة عن المعتاد قال تعالى : ” لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا
ومن قواعد الشرع الكلية أن المشقة تجلب التيسير، ومتى ضاق الأمر اتسع
ومن الأمثلة : الصلاة : شرع الله لها الطهارة بالماء، فإن عدم أو عجز عن استخدامه نقله إلى التيمم قال تعالى : “وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ
“من فرائض الصلاة القيام فإن عجز عنه انتقل إلى غيره قال : ” صل قائما، فإن لم تستطع فقاعدا، فإن لم تستطع فعلى جنب
وشرع القصر في السفر ، وشرع الجمع في السفر وعند الحاجة ، رفعا للحرج عن هذه الأمة
ومن الأمثلة كذلك الصيام : قال تعالى : ” فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ” ، ووضع عن الحامل والمرضع الصيام
ومن الأمثلة كذلك على وسطية الإسلام في مجال التشريع عبادة الحج إذ ربطها بالاستطاعة والقدرة البدنية والمالية، قال تعالى : وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا
ثالثا : وسطية هذه الأمة في نهيها عن الغلو والتشدد وأمرها بالاعتدال والقصد، قال تعالى ناهيا عن الغلو في الدين : ” يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ” ، وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الهغ عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – غَدَاةَ الْعَقَبَةِ وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ: “الْقُطْ لِي حَصًى” فَلَقَطْتُ لَهُ سَبْعَ حَصَيَاتٍ، هُنَّ حَصَى الْخَذْفِ، فَجَعَلَ يَنْفُضُهُنَّ فِي كَفِّهِ وَيَقُولُ: “أَمْثَالَ هَؤُلَاءِ فَارْمُوا” ثُمَّ قَالَ: “أَيُّهَا النَّاسُ، إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ، فَإِنَّما أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ”
بل حث الدين على التيسير فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا وَبَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا ” ، و عن أَبي هريرةَ – رضي الله عنه – ، عن النَّبيّ – صلى الله عليه وسلم – ، قَالَ: (( إنَّ الدِّينَ يُسْرٌ ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّيْنُ إلاَّ غَلَبَهُ ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأبْشِرُوا
:رابعا : وسطية هذا الدين حتى في تعامله مع العدو، ولها مظاهر منها
“الأول : حث الإسلام على دعوتهم إلى الإسلام بالتي هي أحسن ، قال تعالى : ” ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
“الثاني : حث الإسلام على بر الوالدين إن كانا كافرين فقال تعالى : ” وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا
“الثالث: حث الإسلام على حسن التعامل مع غير المسلمين حال كونهم مسالمين قال تعالى : ” لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ
الرابع: حرم الاعتداء على المعاهدين والمستأمنين منهم وهم في بلاد الإسلام: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا» ، وقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَلَا مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِدًا، أَوِ انْتَقَصَهُ، أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ، أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ، فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
الخامس : في حال الحرب معهم، فإن حربنا مع عدونا تقوم على الأخلاق والمبادئ السامية، فأمرنا الإسلام بعدم نقض العهود معهم، وعند إرادة حربهم أن نعلمهم بإنهاء العهد قال تعالى : ” وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ
وكَانَ رَسُولُ الله صَلى الله عَليهِ وسَلم إِذَا أَمَّرَ رَجُلاً عَلَى سَرِيَّةٍ أَوْصَاهُ فِي خَاصَّةِ نَفْسِهِ بِتَقْوَى الله, وَبِمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا, وَقَالَ: اغْزُوا بِسْمِ الله، وَفِي سَبِيلِ الله, قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللهِ, اغْزُوا وَلاَ تَغْدِرُوا، وَلاَ تَغُلُّوا، وَلاَ تُمَثِّلُوا، وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيدًا
خامسا : كما أن دين الإسلام دين الوسطية بين الأمم السابقة، فكذلك أهل السنة وسط بين أرباب الفرق المخالفة في الشريعة ، قال ابن تيمية : ” أهل السنة الذين هم وسط في الإسلام كما أن الإسلام وسط في الملل ” وقال : ” أهل السنة والجماعة .. هم الوسط في فرق الأمة كما أن الأمة هي الوسط في الأمم
هذه بعض جوانب الوسطية التي تميز بها ديننا الإسلامي، لا تكاد تجدها في أي فكر موجود، أو اتجاه مولود، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم