بسم الله الرحمن الرحيم
:الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أما بعد
فإن من المعلوم لدى المسلمين عموما فضل شهر رمضان، وأنه شهر العبادات، والزيادة في الحسنات، والرفعة في الدرجات، ومن العبادات المشروعة في هذا الشهر المبارك عبادة صلاة القيام أو التراويح أو التهجد فكلها مسميات لعبادة واحدة، وقد حث عليها نبيا صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله
ومن فضل القيام ما رواه البخاري في صحيحه عن أَبِي هُرَيْرَةَ– رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ
وروى ابن خزيمة عن عمرو بن مرة الجهني قال جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من قضاعة فقال : يا رسول الله أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وصليت الصلوات الخمس وصمت الشهر وقمت رمضان وآتيت الزكاة ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم :من مات على هذا كان من الصديقين والشهداء
»ومن فضل صلاة التراويح أو القيام أن من صلى خلف إمامه حتى ينتهي من صلاته كتب له أجر قيام ليلة . فأخرج الترمذي وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّهُ مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ
وهذه الفضيلة لا تتحصل إلا لمن أتم صلاته خلف إمامه حتى ينتهي من الوتر وينصرف
وقد لوحظ أنَّ بعض المصلين – ممن يريد الخير – ينصرف من صلاة التراويح بعد الركعة الثامنة، لأجل أن يصلي في بيته آخر الليل
والصحيح أن المصلي يتم صلاته مع إمامه حتى ينتهي منها كلها ليدرك فضيلة احتساب أجر قيام ليلة، ثم له أن يصلي من الليل ما شاء بشرط أن لا يعيد الوتر. لقوله صلى الله عليه وسلم:”لا وتران في ليلة
وقد دل على ذلك فعل الصحابة رضوان الله عليهم
فروى أبوداود بسند صحيح عن قيس بن طلق قال زارنا طلق بن على في يوم من رمضان وأمسى عندنا وأفطر ثم قام بنا تلك الليلة وأوتر بنا ثم انحدر إلى مسجده فصلى بأصحابه حتى إذا بقى الوتر قدم رجلا فقال أوتر بأصحابك فإنى سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول « لا وتران فى ليلة
وأخرج ابن أبي شيبة عن عمار قال: أما أنا فأوتر فإذا قمت صليت مثنى مثنى وتركت وتري الأول كما هو” وعن عطاء قال سمعت ابن عباس يقول لرجل: إذا أوترت الليل فلا تشفع بركعة وصل شفعا حتى تصبح
وأما حديث ” اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا” فقد قال ابن حجر فيه: محمول على من صلى آخر الليل ” أي لم يصل ولم يوتر أوله . والله أعلم