نشرت في صحيفة الإمارات اليوم بتاريخ 20/4/2013
تمر على الإنسان في هذه الدنيا أصناف وألوان من الابتلاءات، فهذه حال هذه الدنيا، وفي الآية الكريمة: ( لقد خلقنا الإنسان في كبد ) تذكير لنا جميعاً بحال الدنيا، وأصعب أنواع الألم والمعاناة إذا كان من شخص قريب، تحبه ويؤذيك، تحسن إليه ويسيء إليك، فهذا نوع صعب من أنواع المعاناة، وبعض الأخوات الفاضلات تعاني جداً من أقرب المقربين إلى قلبها وروحها، تعاني من زوجها، فهذا الزوج مقصر مضيع لحقوق زوجته، لا يأتي إلى البيت إلا متأخراً وللنوم فقط، فلا يسأل عن حالها وحال أبنائه، والعجيب أنه بخيل بمشاعره وكلامه، كريم سخي بغضبه وعقابه ومد يده، للأسف الشديد، فحال بعض الأزواج أنه سبّاب شتّام طعّان لعّان، وهذه حقيقة مرة في حياة بعض الرجال، وبعضهم قد يكون من أصحاب الوظائف والمناصب الكبيرة، لكنه فاشل في بيته، ولسانه يضم قاموساً سيئاً جداً من أنواع الشتائم لزوجته وأهلها، وأحياناً يتطور الموضوع إلى ضرب وإيذاء نفسي وجسدي عظيم، فلا هو ممن عاشرها بمعروف وإحسان، ولا هو ممن سرحها سراحاً جميلاً!
إن المرأة، أيها القراء الكرام، تحتاج إلى معاملة حسنة طيبة، وبهذا أوصانا نبينا، صلى الله عليه وسلم، الذي قال: «استوصوا بالنساء خيراً»، وقال أيضاً: «خيركم خيركم لأهله»، فقد تختلف مع زوجتك أو تغضب عليها، لكن اجعل الكلمة الطيبة دائماً على لسانك، فصاحب الشخصية الضعيفة هو الذي يهدد دائماً بالطلاق، فهذه حيلة وسلاح الضعيف.
إن بعض الأخوات الكريمات تكتم معاناتها كتماناً شديداً، بل إذا سئلت عن زوجها المقصّر مدحته وأثنت عليه، وهذا من نبل أخلاقها، تصبر على سوء عشرة زوجها صبراً عظيماً لكنْ في النهاية للصبر حدود، ولابد من تذكير الزوج بألا يتجاهل حق زوجته عليه، ومن تمام شكر الله عزوجل أن يشكر الإنسان الناس، ولو كانوا من أقاربه، أسمعها الكلمة الطيبة، وعبارات الثناء والمدح والشكر، فأنت بإحسانك المعاملة لأهلك ترضي ربك جل جلاله، فالإسلام دين الأخلاق الحسنة الطيبة، حتى لو كنت بعيداً عنها، بسبب سفر أو عمل أو غيره، فلا تبخل على أهلك بمشاعر الحب والوفاء، وما تغرسه في أسرتك من مشاعر الحب تجاهك ستجنيه غداً بإذن الله.
ومن معاناة بعض الأخوات مع زوجها أن تجد من زوجها تقصيراً عظيماً في طاعة الله، فلا يعرف الزوج طريق المسجد والصلاة، ويفعل العظائم والموبقات، ما يسبب لهذه الزوجة المسكينة تعباً نفسياً لا يطاق، ومهما بلغ تقصير المرأة في طاعة الله فإنها تحب أن تجد زوجها حريصاً على أداء الصلاة، وترك المحرمات، وأكل الحلال، وغير ذلك من طاعة الله.
ومن المناسب أن أذكّر الأخوات الكريمات: مهما بلغت المعاناة فكوني الأقوى، واستعيني بالله، فما خاب من أنزل حاجته بالله.