نشرت في صحفية الإمارات اليوم بتاريخ 8/9/2012
تنوعت وسائل الترفيه في هذه الأيام، وأصبحت أدوات الترفيه الإلكترونية المختلفة من أكثر وسائل الترفيه انتشاراً لدى الأطفال بل وحتى عند بعض الكبار، فلم تعد الألعاب الرياضية أو الذهنية تمارس بالشكل المطلوب، إذ حل محلها هذه الألعاب الإلكترونية، فأصبحت أجهزة «آيباد» و«سوني»، وغيرها لا تفارق الأبناء في الحضر والسفر، وقد تحدثت قبل أيام مع أحد الإخوة المتخصصين في الأمور التقنية، فحدثني عن بعض الألعاب الإلكترونية المتداولة في هذه الوسائل بالعجب العجاب الذي قد لا ينتبه إليه إلا من يتابع هذه الألعاب جيداً، فبعضها تعج بالمناظر الجنسية الواضحة والمشاهد الخادشة للحياء، والصور المعروضة فيها قريبة جداً من الواقع إن لم تكن صوراً واقعية في بعض الألعاب! وبعضها تقدم فيها كميات كبيرة جداً من مشاهد العنف والقتل والتفنن في استخدام كل الأسلحة لإراقة الدماء وتفجير الأماكن والمباني، وبعضها تقدم المجرم الحقير على أنه البطل الذي يجني الأموال الكثيرة من خلال ارتكاب مختلف أنواع الجرائم، وبعضها أيضاً فيها إساءات واضحة لديننا العظيم، فتفجير المساجد وتمزيق المصاحف من المشاهد المألوفة في بعض هذه الألعاب، وبعض هذه الألعاب تسيء صراحة لبلادنا خصوصاً، وللعرب عموماً، فمن السذاجة بمكان أن نظن أن كل هذه الألعاب لمجرد الترفيه فقط، فبعضها تقدم رسالة للأجيال تطبع في قلوبهم وأذهانهم الرذيلة والانحرافات السلوكية المختلفة، وهذه الألعاب قد يجلس أمامها أبناؤنا فترات طويلة دون أن ننتبه لخطورتها وأثرها السلبي فيهم. لا تظنوا معاشر الآباء أني أدعوكم لكبت أبنائكم وحرمانهم من اللهو واللعب والترفيه، فليس هذا هو مقصودي وإنما المقصود أن ننتبه لنوعية الألعاب الإلكترونية التي يشتريها أبناؤنا ويلعبونها، فقد يتعلمون منها أموراً سيئة للغاية، ولو جلس كل أب أو أم مع الأبناء وطلبوا منهم أن يشاركوهم في لعب هذه الألعاب أو على الأقل مشاهدتهم وهم يلعبونها، فإننا سنعرف ملاءمة هذه الألعاب لأبنائنا أم لا.
وباستطاعة الآباء أيضاً أن يقرأوا عن هذه الألعاب قبل شرائها وتقييم الناس لها مع الانتباه إلى أن ما يناسب الناس قد لا يناسبنا ولا نرتضيه في بيوتنا، ولو استطعنا تقليل أوقات جلوس أبنائنا أمام هذه الأجهزة فهذا أمر طيب جداً، فتخيلوا أيها الآباء الكرام الضغط العصبي الكبير الذي تتطلبه هذه الألعاب، فبعضها لا تصل فيها إلى المرحلة النهائية إلا بعد الأسابيع الطويلة من اللعب المتواصل، كما أنها سبب مؤثر جداً لزيادة أوزان الصغار وإصابتهم ببعض الأمراض الصحية والخمول والكسل.
وأتمنى من الجهات الحكومية المختلفة أن تتعاون مع الآباء والأمهات فتقوم بحملات توعية مختلفة، وتفرض رقابة على هذه الألعاب التي قد تدمر قيما وأخلاقا كبيرة وكثيرة لدى الناشئة وهم في بيوتهم وبين آبائهم وأمهاتهم.