نشرت في صحيفة الإمارات اليوم بتاريخ 7/12/2013
أكرمنا الله تعالى بنزول الأمطار الغزيرة خلال الفترة الماضية وأصبح الجو ربيعيا جميلا للغاية ، فالحمد لله على كرمه وفضله ونعمته ، وفي هذه الأجواء الطيبة يقوم عدد كبير منا برحلات متعددة لمختلف مناطق الدولة ، بعضها مع الأهل والأبناء وبعضها مع الزملاء والأصدقاء ، ولاشك أن الترويح عن النفس والبعد عن مشاغل الحياة والأمور التي تعود عليها الإنسان يوميا إلى رحلة عفوية جميلة له تأثير كبير على نفسية الإنسان وراحته ، ولهذه الرحلات أيضا أثر على توجيه وتربية الأبناء فهي فرصة لاقتراب الأب من أبنائه أكثر ، فهو في الرحلة يجلس معهم ويتحدث إليهم ويشاركهم حديثهم وكلامهم وهذا القرب الأسري له تأثيره الإيجابي جدا على الأبناء والأطفال ، وكم أتمنى من الآباء والأمهات أن يتركوا هواتفهم جانبا في هذه الرحلات وينشغلوا بالحديث والجلوس مع أبنائهم فالحياة الذكية قد تكون فعلا بالبعد أحيانا عن الأجهزة الذكية التي أشغلتنا بأمور لا يترتب على تركها أي شيء ! واطلبوا أيضا من أبنائكم ترك هذه الهواتف واجلسوا جميعا في جلسة عائلية طيبة فيها الكلام الحسن والحوار والنقاش والمزاح الجميل والقصص الهادفة والبذل والتعاون ، فهذا يشارك والده إيقاد النار وذاك يجهز اللحم والبنت تشارك أمها في إعداد الطعام ولنرجع قليلا إلى الحياة البسيطة التي لا تكلف فيها ولا تصنع ، واجعلوا لكم هدفا تربويا في هذه الرحلة فسنعلم الأبناء خلال الرحلة دعاء المكان ونذكرهم بالأذكار الشرعية ، وسنحثهم على التعاون جميعا ، وسأكلف الكبير منهم بالاهتمام بإخوانه وأخواته ، وسأطلب منهم أن يذكرونا بموعد الصلاة ، وسنذهب جميعا للمسجد وخاصة صلاة الجمعة فالصلاة أهم من هذه الرحلة ، وسأنتبه لسلوكيات الأبناء وأوجه من تبدر منه بعض الأمور غير الجيدة وأحثهم على تنظيف المكان وتركه أفضل مما كان ، وهكذا سنجد أن للرحلة أثرا جميلا على القلوب والنفوس .
أيها الأب الكريم : بيّن لأبنائك أنك تحترم أمهم وتقدرها وتثني عليها ، فمهما كان في الزوجة من نقص فلا تنس محاسنها ونبل أخلاقها ويكفيها أنها أم أبنائك فأظهر لهم أن لها مكانة كبيرة عندك بحسن الخلق وإحسان التعامل ، ولا تنشغل عنهم في الرحلة بهاتفك فأسرتك أهم من هاتفك بكثير .
أيتها الأم الكريمة : بيني للأبناء أن والدهم له مكانة كبيرة في حياتك ، حديثهم كيف كافح من أجلهم وتعب ، فالأم العاقلة تعلم أن لها دورا كبيرا في غرس بر الوالدين في قلوب الأبناء ، واتركي الهاتف في الرحلة وتصوير أحداثها ووضع الصور في ( الانستجرام ) فالحياة قد تكون أجمل بدون هذه الأمور .
ولا تسنوا في هذه الرحلات الآباء والأمهات فبعضهم يعاني من وحدة قاتلة فأشركوهم في رحلاتكم.