:الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
فبعد أيام قلائل تبدأ أعمال الحج ، ويقبل الناس نحو بيت الله الحرام مستجيبين لأمر الله ، يحرصون على الأجر والثواب من الكريم الوهاب سبحانه وتعالى ، رافعين أصواتهم بزينة الحج : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك
فأفضل الحج : العج [ رفع الصوت بالتلبية ] والثج [ إراقة دم الهدي ] كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم
وفي الحج تأكيد على الأمر العتيق والأمر الأول : ( اعبدوا الله ) فالنبي صلى الله عليه وسلم كانت دعوته إلى هذه الكلمة العظيمة : ” لا إله إلا الله ” وقد قرر هذه الكلمة بالقول والفعل
:فالحج يهدم كل مظاهر الوثنية والجاهلية
فلا مكان في الإسلام للخرافة والدجل والشعوذة والتعلق بالقبور والأضرحة وغير ذلك من طقوس الجاهلية – نسأل الله العفو والعافية
” بل الحج تأكيد وتقرير لكلمة التوحيد : ” لا إله إلا الله
وتحقيقٌ لعبودية الله جل جلاله
:تأملوا رعاكم الله حال نبينا صلى الله عليه وسلم مع دعاء الله عزوجل
ففي الطواف دعاء
وعلى الصفا والمروة دعاء
وبينهما دعاء
وفي يوم عرفة دعاء
وفي مزدلفة دعاء
وفي طواف الإفاضة دعاء
وبعد رمي الجمرة الصغرى والوسطى دعاء طويل
وفي طواف الوداع دعاء
أتهزأ بالدعاء وتزدريه وما تدري بما صنع الدعاءُ
سهام الليل لا تخطي ولكن لها أمدٌ وللأمد انقضاءُ
“وما أحوجنا في هذه الأيام أن نذكر أنفسنا بهذه العبادة الجليلة : ” عبادة الدعاء
فكم من إنسان تتابعت عليه هموم وأحزان وأمراض وأسقام ولكن أين مناجاته لله ؟
وأين سؤاله لربه ؟
:فعلا
أصبحت هذه العبادة عند بعض الناس نسيا منسيا
!بل تجد بعضهم يعلق قلبه بخيوط وحروز وتمائم وطلاسم ويلجأ للسحرة والكهان والمشعوذين ولا يلجأ للخالق المعبود سبحانه وتعالى
:في الحج ثناء على العظيم سبحانه وتعالى
( الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى )
فالتلبية مدح لله
والطواف يُبدأ بالثناء على الله : الله أكبر أو بسم الله والله أكبر.
وعلى الصفا والمروة : ثناء على الله .
وفي يوم التروية : ثناء على الله .
وأفضل الدعاء في يوم عرفة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير .
وعند رمي الجمرات ثناء على الله : الله أكبر.
وعند ذبح الهدي ثناء : بسم الله .
كل هذا الثناء لأن الله هو أهل الحمد والمجد والكبرياء والعظمة وفي الحديث الصحيح :ليس أحد أحب إليه المدح من الله من أجل ذلك مدح نفسه.
:في الحج خضوع للإله المعبود جل جلاله
:فمن أعمال الحج
!حلق شعر الرأس أو تقصيره ، والرأس أشرف ما في الإنسان فلماذا يحلق المسلم شعر رأسه ؟
يحلقه ذلا وخضوعا لله جل جلاله
:كان أهل الجاهلية يقولون في حجهم
لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك
فانظروا إلى شناعة قولهم
وإلى عظمة الدين الإسلامي : دين التوحيد والاتباع
( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرتُ وأنا أول المسلمين )
فصلاتنا لله
وذبحنا لله
وحلفنا بالله
وكل عباداتنا لله
لا إله إلا الله ) هي أعظم الحسنات كما ثبت في الخبر الصحيح)
والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين