بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
..أما بعد
(فلقد اطلعت على ما كتبه د سيف العصري على صفحته في الفيسبوك بعنوان : (دماج : مؤازرة .. إنصاف .. موضوعية
فوجدت مقاله مخالفا للعنوان من كل وجه، فلا لمعنى فيه لمؤازرة المسلم تجاه عدوه الكافر أو الفاجر المتفق على انحرافه عن طريق الإسلام وهم الشيعة الرافضة، ولا يوجد فيه إنصاف لأنه حشاه بما يحمله ضد السلفيين من كره وبغض وضغينة، ولا توجد فيه موضوعية لأنه لم يحقق فيه الإنصاف بداية، ثم ذكر سلبيات كل من الفريقين دون أن يتطرق لجانب الإيجابيات ، وهذا مخالف في مجال النقد عند أهل النقد من الموضوعيين
وسأقف مع الدكتور وقفات لأبين للقارئ حقيقة هذه المؤازرة وهذا الإنصاف وهذه الموضوعية المدعاة من قبله في مقاله المذكور
(الوقفة الأولى : حقيقة المؤازرة عند (د
“لا بد أن يعلم المسلم أن مؤازرة المسلم لأخيه المسلم حق وواجب عليه تجاه من ظلمه، وهذا من مقتضيات عقيدة الولاء والبراء المبنية على أصل الأخوة الدينية التي أساسها دين الإسلام ، قال تعالى : “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ
“وقد قال تعالى في بيان وجوب مؤازرة المسلم لأخيه المسلم في الشدائد : ” وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
“وقال صلى الله عليه وسلم وهو يقرر هذا المبدأ ” المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره
:ونصرة المؤمن تكون بأمور منها
معاونته على عدوه بالسلاح والقتال والمال ، أو بتقديم النصيحة له، أو بمنعه من الخطأ والظلم
ولا أعلم أبدا أن مؤازرة المسلم لأخيه المسلم في حربه مع أعداء الملة الذين يتفق ( د) معنا أنهم أهل إلحاد وظلم وبغض للإسلام والمسلمين، بأن يطعن في صفهم ويظهر عوارهم ويكشف سوءاتهم ، ويصفهم بأشنع البدع والمخالفات، التي توجب العقوبة والتعزير
!!إن كان هذا يسمى مؤازرة فهو للعدو على المسلم
(لقد قدمت يا (د) للعدو مساعدة عظيمة بفضح إخوانك من أهل ( دماج
فإن قال لك حوثي : لم تنكر علي هجومي على دماج وأهلها على الرغم مما ذكرته من بدعهم ومخالفاتهم، بل أنا مؤدب لهم ، بل ربما أنا عقوبة من الله عليهم
لاستطاع إلجامك وإفحامك، ولما قدرت على رد شبهته، ولا الجواب على اعتراضه
(ثم إن ( د) لم يبين نوع المؤازرة التي سيقدمها لإخوانه من أهل دماج سوى أن قال : (تأخذ فوق يديه. لتمنعه من الظلم
فأقول : إننا نتحدث عن موقف معين وهو اعتداء جيش الرافضة المحاد لله ولرسوله ولدين الإسلام على طائفة من أهل الإسلام وهم أهل دماج
فأقول لـ (د) : من الظالم ومن المظلوم ؟
أليس الظالم هو الرافضة ، والمظلوم هم : أهل دماج ؟
وهذا هو الذي أقررت به في آخر مقالك حيث قلت : ” وما يحصل في دمَّاج ظُلمٌ بلا اختلاج، فإنهم فئةٌ قَلَّ ناصرهم، وخفَّ سلاحهم، وخصمهم مِنْ إيران مدعوم، ويملك من السلاح ما هو معلوم، ومِنَ الحقد ما هو ظاهرٌ غيرُ مكتوم، “فوجب دفع الظلم
إذا ما هو الظلم الذي ستمنع منه أهل دماج ؟
وما هو دخل ما تحمله من ضغينة تجاههم وتجاه السلفيين في حكمك على واقعة معينة؟
(هل هذا هو الإنصاف والموضوعية والمؤازرة يا : (د
(الوقفة الثانية : حقيقة الإنصاف عند (د
حقيقة الإنصاف مع المخالف أن لا تجعل من أصحابك ومذهبك الذي تعتقده وتميل إليه معيارا على الحق وميزانا له، تعادي من خالفه، وتوالي من وافقه لمجرد موافقته ومخالفته، بل الميزان هو الحق المبني على الكتاب والسنة والإجماع والقياس الصحيح، وأقوال السلف من الصحابة والتابعين وتابعيهم، فهم أولى الناس بالحق، بتزكية الله ورسوله لهم.
“وقد نهانا ربنا سبحانه عن أن تكون العداوة سببا لمجانبة الإنصاف والعدل قال تعالى : ” يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى
ولكن يا (د) هل من الإنصاف أن تذكر عيوب إخوانك وتنتقص منهم وتصفهم بأبشع الصفات، وأقبح السمات، وهم في حرب ضد أهل الإلحاد والظلم ؟
هل من الإنصاف يا (د) أن تكيل لهم هذه التهم دون أن تذكر إيجابياتهم من مناصرة الإسلام في جوانب العقيدة والحديث واللغة والفقه ؟
لقد صرت لهم عدوا ثانيا تحاربهم بلسانك وقلمك ، وصرت للحوثيين مساندا ومؤازرا ضد أهل دماج تحت شعار : الإنصاف
أليس الإنصاف عندكم يا أهل الموضوعية في النقد أن توازن بين الإيجابيات والسلبيات؟
ألم تستدل بحديث (أما إنه قد صدقك وهو كذوب) ؟
فهذا يلزمك أن تذكر إيجابياتهم كما ذكرت سلبياتهم ، أم أنهم أشر من الشيطان في وجهة نظرك فلا يستحقون أن تذكر حسناتهم مع ما ذكرته من قبيح سيئاتهم ؟
(الوقفة الثالثة : حقيقة الموضوعية عند ( د
(قال في مقاله : (لا ننجرف في حين نُصرة المظلوم إلى كَيْلِ المديح، وقول ما ليس بصحيح
هذا معيار عجيب جدا وغريب في نصرة المظلوم، وأعجب منه استدلالك بالحديث.
“أين هو المظلوم في قوله صلى الله عليه وسلم: ” ما إنه قد صدقك وهو كذوب
هل كان الشيطان مظلوما حين قال النبي صلى الله عليه وسلم مقولته تلك ؟
من قال أن الموضوعية في نصرة أخي المسلم ضد الملحد الظالم أن أُذَكِر عدوه بسلبياته وسيئاته وأكشف عن عوراته وأفصحه أمام الملأ ؟
أليست هذه الموضوعية يا ( د) إنما تكون في النقد الموضوعي، وليس في مجال نصرة المؤمن تجاه عدوه ؟
انظر كيف حملك بغضك للسلفيين إلى خلط الأوراق بعضها ببعض، حتى أنك أقحمت هذا النقد اللاذع تحت مسمى المؤازرة ، فكأنك تقتنص الفرص لتظهر غيظك تجاههم وبأي طريقة كانت
الوقفة الرابعة: والدعاوى ما لم يقيموا عليها بينات أصحابها أدعياء
:لقد كال (د) التهم القاسيات، والمثالب المخزيات في مقاله تجاه أهل دماج وهو في معرض مؤازرتهم ضد عدوهم بلا دليل ولا برهان ، فمن ذلك
على غير الصراط*
وأنهم فارقوا الحق في قضايا كليات*
وأنَّهم منكرون لحجيَّة الإجماع والقياس*
مخالفون لسائر الناس*
لَمْ يسلم أحدٌ من تبديعهم*
متطاولون على أئمة الإسلام*
مخالفون لهم في كثير من الأحكام*
وأنهم في مسائل الاعتقاد واقعون فيما حَقه الانتقاد*
لا يمثلون أهل السنة ولا الطائفة المنصورة*
(أقول : نعم المؤازرة لإخوانك في دماج يا (د
ولو ناقشتك في كل رزية ذكرتها لطال المقال ، ولكنه ما في نفسك تجاه السلفيين يظهر جليا في مؤازرتك لهم ، وكل إناء بما فيه ينضح
والخوارج الذين خرجوا على عثمان رضي الله عنه إنما ذكروا المثالب والسيئات كما اعتقدوها هم، وسولها لهم الشيطان فأصمهم وأعمى أبصارهم، حتى قادهم حقدهم الأعمى إلى قتال أمير المؤمنين وقتله وهو يقرأ القرآن تقربا إلى الله
فما هو الفرق بينك وبينهم ؟
!!والعجيب أن (د) لما أراد أن يذكر مثالب الروافض – بناء على الموضوعية والإنصاف المدعى- ذكر أقل مما ذكره في أهل دماج من المثالب والعثرات
!!فهل معنى ذلك أن أهل دماج أشر وأكثر انحرافا من الرافضة
وأخيرا : أتمنى من (د) أن يتقي الله في نفسه وما يكتب وليعرضه على ميزان الشرع المبني على فهم السلف الذين زكاهم الله ورسوله ، وليس على ميزان الولاء والبراء لعقيدته وطريقته التي يسلكها .
وأما أهل دماج فلا أعلم عنهم ومن خلال قراءتي لكتبهم وسماعي لأشرطتهم إلا أنهم من أهل السنة والجماعة، وإن حصل من بعضهم مجانبة للصواب فلا يعمم خطؤه على أهل دماج وعلى مركز الإمام مقبل الوادعي رحمه الله الذي شهد له الأئمة –كالألباني وابن باز وابن عثيمين وغيرهم- بالعلم والفضل، بل ينكر الخطأ ويبين الصواب ، وهذه هي حقيقة الموضوعية والإنصاف الصحيح .
وفق الله الجميع لما يحيه ويرضاه