بالأمس وصلتني عدة رسائل من خريجي الثانوية العامة يبدون فرحتهم بالانضمام للدفعة السادسة من الخدمة الوطنية ، سررت جدا لهذه الرسائل وجميل المشاعر ، وفرحت لتفاعل الشباب وإقبالهم على هذا المشروع العملاق في تاريخ الدولة ، وأحببت أن أشاركهم بهذه الفرحة بكلمات أجلي فيها أهمية الخدمة الوطنية
أيها الشاب المقبل على الخدمة الوطنية : عملك مكرم شرعا ، ومعظم دينا ، فالإعداد والاستعداد عبادة شرعية ، وقربة إيمانية ، بها يذاد عن حصن الإيمان ، ويتحقق الأمن والاستقرار وحماية الأوطان ، ويدفع عنها شرور الطامع ذوي الطغيان ؛ وفي الحديث الصحيح : ” إلا إن القوة الرمي
وهو تجسيد لحب الوطن ، ورد الجميل ، وكلاهما من المقررات الدينية ، التي أكدتها المقاصد الشرعية ، وبرهنتها النصوص القرآنية ، والأحاديث النبوية ، ولك أن تتأمل تعلق النبي صلى الله عليه وسلم بوطنه ، وماذا قال حينما أراد الهجرة ؛ ” والله إنك لأحب بلاد الله إلى الله وأحب بلاد الله إلى نفسي ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت
أيها الشاب المقبل على الخدمة الوطنية : ستجد في الخدمة الوطنية رافد جميلا من المعلومات الوقائية ، والتحصينات الأمنية ، التي ستحفظك بإذن الله من شرور التيارات الحزبية ، والتوجهات الطائفية ، والمعتقدات الفكرية الإرهابية
وستدرك أهمية الخدمة الوطنية في خضم التحديات الكبيرة التي أفرزتها التحولات السياسية والأمنية الخطيرة التي تشهدها الساحة إقليمياً وعالمياً، والتي طالت بآثارها الكارثية أمن واستقرار المجتمعات
أيها الشاب المقبل على الخدمة الوطنية : إن الخدمة الوطنية تنمية حقيقية لقيم الولاء والانتماء ، والبذل والعطاء ، والتضحية للدولة الغالية ، والوفاء للقيادة الحكيمة الرشيدة ؛ التي طرحت الخدمة الوطنية وفق رؤية إستراتيجية دقيقة
وستجد في الخدمة الوطنية مدرسة متكاملة ، ودروس شاملة ، في معاني الانضباط ، وتحمل المسؤولية ، وممارسة الجندية ، وتحمل الشدائد ، وإدراك فنون التعامل ، ناهيك عن الثمرات الصحية والرياضية
فهنيئا لكم معشر الشباب دخولكم هذا الميدان الراقي ، وهذا المشروع السامي ؛ الذي يحمل في طياته خيري الدنيا والآخرة ؛ والله أسأل لكم التوفيق والسداد ، وأن يجعلكم ذخرا للبلاد ، وقرة عين لوالديكم وأهليكم والعباد