نشرت في صحيفة الرؤية بتاريخ 28/1/2014
نسعى لتحقيق السعادة في مختلف المجالات ومن هذه المجالات السعادة الأسرية ، وكلنا يعلم أن السعادة الأسرية عامل مؤثر على السعادة في المجالات الأخرى ، فإذا كانت هذه السعادة موجودة فسيكون لها أثر واضح على سعادة الإنسان في عمله ودراسته وغيرهما من المجالات ، ومن طرق ومجالات تحقيق السعادة الأسرية جانب مهم قد نغفل عنه لظنا أن السعادة الأسرية ستحقق بالأمور المادية فقط دون النظر إلى جوانب تتعلق بالعبادة والعوامل المعنوية الأخرى ، إن هذا الجانب الذي أتمنى أن نطبقه في بيوتنا ومع جميع أفراد أسرنا : التعاون في أداء الطاعات والعبادات ، فالملاحظ أن بعض البيوت تعاني من قصور شديد جدا في هذا العامل المهم للوصول إلى السعادة الأسرية ، ولو تأملنا في القرآن الكريم لوجدنا نماذج من تعاون أفراد الأسرة الواحدة لنيل الأجر من الله تعالى ، فإبراهيم وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام تعاونا في بناء الكعبة المشرفة ، وثبت في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال 🙁 رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت فإن أبت رش في وجهها الماء ، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فصلى فإن أبى رشت في وجهه الماء ) فالمقصود من هذا الحديث تعاون الزوج مع زوجته لأداء صلاة الليل ، وهذا أمر له أثره الكبير في تحقيق السعادة الأسرية ، فمجالات تعاون أفراد الأسرة لتحقيق طاعة الله متنوعة متعددة فالزوج يعين زوجته على أداء الصلاة في وقتها ، وكذلك الزوجة تعين زوجها وتشجعه على أداء الصلاة جماعة في المسجد ، بل تشجعه على التبكير لصلاة الجمعة ، فما أجمل كلمات الحض والحث التي تقولها الزوجة الصالحة لزوجها كي تعينه على أمر آخرته قبل أمور دنياه ، فمن كان حريصا على آخرته فإنه سيحرص الاهتمام بزوجته وأبنائه إن شاء الله ، وأيضا يتعاون كل واحد منهما على صلة الرحم خاصة والد ووالدة الطرف الآخر ، وهذه مسألة لو تفهمها الناس في بيوتهم لوجدت السعادة تغمر كثيرا من البيوت ، فكم لبعض الأزواج الأفاضل من جهود كبيرة في إعانة زوجته على بر والديها ، وكم لبعض الزوجات الصالحات من جهود كبيرة في إعانة زوجها على بر والديه ، ومن مجالات الطاعات المهمة بين الزوجين الذهاب للعمرة أو الحج ، والنبي صلى الله عليه وسلم لما حج خرجت معه أمهات المؤمنين ، فأعانهن على تحقيق هذه العبادة الجليلة ، ورحلات الحج أو العمرة لها أثرها الإيجابي الكبير في تحقيق السعادة الأسرية ، وأيضا يذكر الزوج الحريص زوجته على الصدقة وبذل المال وتفقد الفقراء من أرحامها ، وكذلك الزوجة تذكر زوجها بإخراج الزكاة والحرص على المال الحلال وتفقد الفقراء والمساكين من أرحامه وجماعته فالصدقة تدفع البلاء وترقق القلب وقد أوصى نبينا صلى الله عليه وسلم الرجل الذي شكى قسوة قلبه فقال له : ” ( امسح على رأس اليتيم وأطعم المسكين ) ، وأيضا نتعاون مع أبنائنا على أداء الطاعات والقرب المختلفة ، فنأمرهم بالصلاة والصدق وبر الوالدين وغيرها من العبادات ، ونبين لهم أيضا أن إكرام الضيف أجر وعبادة ، وصلة الرحم وتلبية الدعوة والتواصل وحسن الخلق مع الآخرين أيضا من العبادات التي يحبها الله تعالى فنتعاون معهم على أدائها فإذا تعاون الجميع لنيل رضا الله سنوفق بإذن الله للسعادة الأسرية.