المظاهرات أبعادها الشرعية والأمنية
تعتبر المظاهرات والاعتصامات من أبرز الفتن المعاصرة التي تنشر الفرقة وتزعزع الأمن وتخلف الأضرار المادية والبشرية والتي أصبحت تدق ناقوس الخطر وتستنفر طاقات الدولة المادية والبشرية لمعالجة أضراراها مع ما تخلفه من آثار شرعية وأمنية واجتماعية وباتت تؤرق الدول وحكامها لمعالجة آثارها وأبعادها في المجتمع والحديث في المظاهرات يتمحور في التالي :
أولا : تعريفها
ثانيا :نشأتها
ثالثا: حكمها
رابعا :أضرارها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أولا : تعريفها
المظاهرات عرفت بتعاريف كثيرة يجمعها
أنها اجتماع الناس وخروجهم جماعة للمطالبة بأمر ما أو الاحتجاج السلمي لمطالب مشروعة عبر الضغط على الحكومات والدول بطرق التعبير المختلفة من أجل نيل الحصول على المطالب المجتمعية
وقيل أنها اعلان رأي أو إظهاره بصورة جماعية
ثانيًا : نشأتها
بدأت المظاهرات في العصر الحديث مع قيام أنظمة علمانية ديمقراطية تجعل الشعب مصدر للسلطة التشريعية فبالتالي يحق لللشعب المطالبة بحقه ولو أدى ذلك إلى :
أولا :اسقاط الأنظمة
ثانيا: حلول الفوضى
ثالثا: فتح باب الخلاف والشر
بدأت هذه البذرة الخبيثة في دولنا مع قيام الأحزاب الاسلامية كحزب الاخوان المسلمين الذين استثمروا المظاهرات وبثوا فكرها بين الشعوب الاسلامية للوصول إلى إسقاط الأنظمة الشرعية في بلاد المسلمين ودعوة الشعوب للمظاهرات للمطالبة بحقوقهم مما أدى إلى التالي :
أولا: استيراد ثقافة التغيير لأنظمة والحكام بما لم يعرفه المسلمون من قبل وهذا فتح باب شر كبير
ثانيا : الاختلاف التام بين الأنظمة في الغرب وحكامها والأنظمة المسلمة واختلاف ظروف المجتمعات وفكرها في التغيير وقابلية حرية الرأي ووعي الشعوب بأمنها وممتلكاتها وضعف هذه الثقافة أصلا في بلاد المسلمين
ثالثا: مخالفة هذا النظام لما جاء في الاسلام من تقرير السمع والطاعة وتحريم الخروج على الحاكم والصبر على جور الحكام إن وجد
ثالثًا : حكم المظاهرات في الاسلام
تعتبر المظاهرات من المسائل التي بين العلماء ضررها وخطرها وتحريمها لأسباب التالية :
أولا: أنها خلاف ما جاء به الشرع الحكيم عن الله ورسوله من السمع والطاعة لولي الأمر ووجوب الصبر على جور الحكام وظلمهم ان وجد
ثانيا : فتح باب الأهواء للشعوب للمطالبة بكل ما هب ودب ودخول الدهماء وقليلي العقل والبصيرة وطلب المحرمات أحيانا بحجة سلطة الشعب وقوته وسلطان رأيه
ثالثا : المظاهرات لم تعرف في تاريخ المسلمين ولم تأثر عن رسول الله ولا دعى لها الصحابة الكرام ولم يرشد لها السلف الصالح في كتبهم بل حرموا الخروج على ولي الأمر ورفع السلاح عليه وإحداث الفوضى وزعزعة الأمن والمظاهرات منها .
رابعا: أنها خلاف ما جاء به الشرع من النصيحة للحاكم والدعاء له والتواصل معه بالطرق المشروعة .
خامسا: اشتمال هذه المظاهرات على أضرار وسلبيات كثيرة حكم العلماء بتحريمها وهذه الأضرار منها شرعية ومنها دنيوية تشمل الجانب الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والنفسي كذلك ومن
رابعًا : أضرار المظاهرات
للمظاهرات أضرار وسلبيات كثيرة منها :
أولا : ترك السنة في إنكار المنكر إذ الواجب التوجه للطرق المشروعة لا استحداث واستجلاب أنظمة ووسائل وطرق لم يعرفها الاسلام والمسلمين من الغرب لتطبيقها في بلاد المسلمين مع اختلاف الظروف والأحوال .
ثانيا: المظاهرات سبب لرد الحاكم الحق أحيانا وإصراره على الباطل ودخول الشعب في صدام مباشر مع الحاكم لما فيها من إهانته والتقليل من شأنه مع حمل الصور والافتات المسيئة له أحيانا .
ثالثا : المظاهرات تفتح باب الفتن والشر والتعدي على الآخرين ومنها دخول المندسين ومثيري الشغب لإفساد والتخريب بين الدولة والمتظاهرين
رابعا: تعطيل مصالح الناس وما ينتج عن هذه المظاهرات من :
١/ اغلاق الشوارع
٢/ المحلات
٣/ حرق الإطارات
٤/ توقف حركة السير
٥/ قطع معايش الناس وقوت عيشهم
خامسا: زعزعة أمن البلد واستقراره من خلال
١/ زيادة الجرائم
٢/ السرقات
٣/ انشغال الحاكم بقمع المظاهرات عن إدارة الدولةً
٤/استنزاف الدولة ماديا واقتصاديا وسياسيا لإيقاف تمدد هذه المظاهرات وضررها لباقي الدولة
سادسا: إيقاع العداوة بين رجال الأمن والمتظاهرين من خلال الصدامات وسقوط القتلى والجرحى وتوظيف هذا الأمر إعلاميا لايقاع بالحاكم وتشويه صورة المؤسسة العسكرية والأمنية
وهذا أدى إلى التالي :
١/ وقوع قتلى بين الطرفين من الشعب ورجال الأمن
٢/ حدوث العداوة بين الطرفين
٣/ إسقاط هيبة رجال الأمن
٤/ التعدي على ممتلكات الدولة
سابعا: إثارة الفوضى والشغب وإثارة الذعر في قلوب الناس وهو خلاف ما جاء به الإسلام من السكينة والوقار .
ثامنا : ظهور الجماعات والفرق والأحزاب بالدولة في هذه الأرض الخصبة بالفتن مما يؤجج قتيل الصراع بين الحاكم وجماعات التكفير والارهاب والإجرام .
تاسعا :فتح باب التدخل الأجنبي في شؤون الدول الاسلامية بحجة التالي :
١/ إعطاء المتظاهرين صبغة شرعية
٢/ محاولة التدخل في الحكم بحجة حرية التعبير
٣/ دعم المظاهرات لخلق فوضى في الشعوب الإسلامية وبالتالي إسقاط النظام والدخول في بوابة الفقر والمجاعة والتدمير لاقتصاد شعوب المنطقة .
وأخيرا رسالتي إلى كل متظاهر
أولا: استقامة المسلمين سبب لاستقامة حكامهم فالإصلاح ينبغي أن يكون داخليا .
ثانيا : المظاهرات من الفتن التي ينبغي التعوذ منها .
ثالثا: الرجوع إلى أقوال العلماء المعتبرين في تحريم هذه المظاهرات .
رابعا: عدم الدخول في المظاهرات أصلا والتحذير منها .
خامسا: سلوك الطرق الشرعية في علاج الخلل بالدولة ومؤسساتها إن وجد بالحكمة والتأني وتغليب المصلحة العامة على الخاصة .
سادسا : التواصل مع الحاكم والدعاء له ونصحه بالرفق واللين .
سابعا: الحفاظ على أمن البلد وممتلكاته من آكد الواجبات وسد الباب على المتربصين بأمنه داخليا وخارجيا من جماعات حزبية ودول مغرضه همها العبث بأمن البلد والمظاهرات هي البوابة لذلك
حمى الله شعوبنا وبلداننا وولاة أمرنا من شر الفتن ما ظهر منها وما بطن وأدام علينا عزنا وأمننا واستقرارنا في ظل قيادة سيدي الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة ونائبه وولي عهده الأمين يحفظهم الله وإخوانه حكام الإمارات حفظهم الله ورعاهم وأدامهم ذخرا للبلاد والعباد .
كتبه د/ صلاح محمد الدوبي
أبوظبي
الأربعاء 14 شوال ١٤٤٢ الموافق 26 مايو ٢٠٢١