الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد
فقد انتشر في الآونة الأخيرة وخاصة عبر وسائل الاتصال إطلاق لفظ الشهادة على بعض الناس
فأحببت أن أذكر نفسي وإخواني ببنـود سريعـة حـول هـذا اللفـظ سائـلا المـولى التوفيق والسداد
أولا: لا يجوز الشهادة لشخص بالجنة أو النار إلا من شهد له الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم
لأنها من المسائل الغيبية التي لا تثبت إلا عن طريق النص
ثانيا : أهل السنة يرجون للمحسنين الجنة ويخشون على المسيئين من النار فمن كان ظاهره الصلاح نرجو له
المنازل العلية ، فمن قتل في معركة نقول : نسأل الله أن يكون شهيدا
ثالثا: التقييد باللفظ في وصف الشهادة لا بأس به.. فمثلا تقول
كل من قتل في سبيل الله فهو شهيد ومن مات بالطاعون فهو شهيد ،وهكذا على وجه العموم في الوصف
رابعا: من مات في المعركة يعامل ظاهرا في الدنيا بأحكام الشهداء في الدفن والصلاة عليه ، وغير ذلك
خامسا : لا يجوز تقييد الشهادة بشخص معين لم يرد فيه النص ، فتقول: الشهيد فلان ، لأنه خوض في الغيب
ولذا بوب البخاري في صحيحه ” باب لا يقال فلان شهيد
والشهادة وصف لمن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا ، وهذا متعلق بالنية الباطنة التي لا تدرك ، كما في الحديث
” والله أعلم بمن يجاهد في سبيله
ولذا ينبغي الحذر من إطلاق الألفاظ بلا علم
سادسا: الثناء على الشخص لا بد أن يكون بالضوابط من الصدق واتصاف الشخص بما أثني عليه ، وإلا يكون
الثناء متضمنا لمحظور شرعي
وختاما أوصي إخواني وأخواتي بلـزوم الكتـاب والسـنة ولزوم غرز علماء الأمة والبعد عن الحماسات المظلمة
والفتن المدلهمة