نشرت في صحيفة الإمارات اليوم بتاريخ 28/9/2013
كلنا يعرف أهمية المحافظة على الوقت، فالوقت هو الحياة وكل يوم يمضي من عمر الإنسان لن يرجع إليه مرة أخرى، لذلك قال نبينا صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ»، ومن علامات تقدم الأمم عنايتها بأوقاتها، وبعضنا يعيش في فوضى بخصوص وقته فتراه مشغولاً بأمور كثيرة جداً من دون تخطيط أو تنظيم فيمضي عليه اليوم من دون أن ينجز أعماله أو المهام الموكولة إليه، فكم هي الأوقات المهدرة في حياتنا وفي وظائفنا؟! فلو حسبناها لوجدناها شيئاً كثيراً، ومن نظم وقته تمكن من إنجاز أعماله بجهد أقل وجودة أكبر، ومن أهم الخطوات المتعلقة بتنظيم الأوقات احترام الوقت وإعطاء كل ذي حق حقه، فلو كتب الإنسان جميع المهام التي سيؤديها وحدد الوقت المخصص لكل مهمة ولم يحترم الوقت ويحزم في هذه المسألة، فجهوده في التخطيط لاستغلال الوقت ستصبح جزءاً من تضييع الوقت، فبعضهم يعطيك موعداً في الثامنة صباحاً ويأتيك في العاشرة، فالتأخير عن الموعد طبعه الذي يستطيع تركه، وهذا دليل واضح على عدم احترام الوقت ومعرفة أهميته، ومن الخطوات المهمة لتنظيم الوقت: إعطاء كل ذي حق حقه، فالحديث مع زملاء العمل أمر إيجابي ولا إشكال فيه، ولكن إذا أصبح العمل هو الحديث مع الزملاء فهنا تكمن المشكلة، وبعض المهام الصغيرة من الخطأ أن نعطيها جل أوقاتنا فهي ستنسينا المهام الكبيرة التي يجب أن نؤديها.
ومن أهم خطوات تنظيم الوقت تنظيم موعد النوم، وهذه نقطة قد يستغربها البعض، ولكنها تؤثر في استغلال الوقت، فمن ينام في الثانية صباحاً سيجد صعوبة بالغة في الاستيقاظ لصلاة الفجر، وسيجد صعوبة في الاستيقاظ للعمل، وحتى لو ذهب إلى عمله ولم يتأخر فشتان بين من يؤدي عمله والنعاس يداعب جفونه، وآخر جاء إلى عمله بهمة ونشاط وحيوية، ومسألة تنظيم وقت النوم يعتني بها الأجانب، فهم ينامون مبكراً ويستيقظون مبكراً مع أن ديننا الحنيف رغبنا في ترك السهر إلا لحاجة، وحثنا على استغلال أوقات البكور في أمور نافعة، ومن الحكم المروية: «يومك مثل جملك إن أمسكت أوله تبعك آخره»، فمن استغل أول يومه بورك له فيه بإذن الله.
ومن خطوات تنظيم الأوقات تدوين المهام والأعمال وتقديم الأهم ثم المهم، فمن كتب أعماله وسعى في إنجازها وألزم نفسه بالانتهاء من جميع الأعمال خلال أوقات معقولة سيجد أن نفسه تعودت على تنظيم الوقت وعدم التفريط فيه.