نشرت في صحيفة الإمارات اليوم بتاريخ 31/3/2012
من تأمل وتدبر في القرآن الكريم يجد أن الله تعالى امتن على عباده في آيات عدة بنعمتي الزواج والأبناء، ومن شُكْر الله عز وجل على هذه النعم أن نحافظ عليها وننميها ونطورها، إن الأسرة إخواني الكرام لبنة المجتمع الأولى وأساسه الأول، فإذا كانت الأسرة مترابطة متماسكة كان المجتمع كذلك، وإن كانت الحال خلاف ذلك فستظهر في المجتمع سلوكيات مرفوضة ودخيلة عليه.
أيها الزوج الكريم :إنها زوجتك، شقيقة الروح، التي شاركتك الأفراح والأتراح، احفظ فيها وصية النبي صلى الله عليه وسلم: «استوصوا بالنساء خيرا»، ولا تنس أيضا هذه الكلمات: «خيركم خيركم لأهله )).
عاملها بالحسنى، وكلمها بالكلمة الطيبة، فما أجمل أن تدخل منزلك بابتسامة وسلام ودعاء، ولا تظن أن هذه الأشياء اليسيرة لا تؤثر فيها، إنها مؤثرة جدا ولكننا أحيانا لا نلتفت إلى المشاعر!
أيتها الزوجة الكريمة : إنه والد الأبناء، ورفيق العمر والدرب، فالله الله في البر والإحسان به، وكم أعرف من الأخوات مَنْ جعلت بيتها جنة لزوجها وأبنائها، لأنها الزوجة الحنون والأم المربية الفاضلة.
إنك أختي الكريمة، تستطيعين التأثير الكبير في الزوج، شجعيه على الخير، وشاركيه الأحداث، وتذكري خديجة رضي الله عنها كم واست وأيدت رسولنا صلى الله عليه وسلم لذلك بُشرت ببيت في الجنة من قصب اللؤلؤ، لا صخب فيه ولا نصب، إن السفينة قد تصادف بعض الأحيان أمواجا عاتية وعاصفة هوجاء لكن الربان الماهر يتعاون مع زملائه لإيصال السفينة إلى بر الأمان، وكذلك الأسر قد تواجه مواقف عصيبة قد تعصف بها، لكن بحكمة الزوج وتعاون الزوجة ستصل هذه السفينة إلى بر الأمان، لذلك أرجو رجاء صادقا من كل زوج وزوجة قررا الانفصال أن يتريثا ويتأنيا، فلا توجد مشكلة إلا ولها حل، وأحيانا قد نتأخر في الحصول على حل مناسب ولكننا في النهاية سنجده، فلا تستعجلوا بالفراق والانفصال.
أيها الأب وأيتها الأم، إنهم صغار اليوم ولكنهم كبار الغد، بينوا لهم حرارة مشاعركما تجاههم، قد يلوثون ثيابك، ويعبثون بأوراقك، ويتعبون أمهم بالتنظيف والغسيل لكنهم زينة الحياة الدنيا، وبهجة النفس وأنسها.
ولو سألنا اليوم أنفسنا ألا نتذكر كلمات وكلمات حفظناها عن آبائنا وأمهاتنا، سمعنا منهم النصائح والتوجيهات المختلفة فلاتزال بعض هذه الكلمات ترن إلى اليوم في آذاننا، ربوا هؤلاء الصغار على الإيمان بالله ومحبة الخير للناس وتعظيم شعائر الإسلام، كلموهم عن الإمارات وحكامها واغرسوا فيهم الولاء للوطن، فقلب الطفل الصغير مثل الكأس الصغيرة الفارغة، إن وضع فيه الخير كان كذلك، وإن غرس فيه الشر كان أيضا كذلك إلا أن يشاء الله.
( ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما).. اللهم آمين.