من الأمور المقلقة للأفراد والحكومات ازدياد نسب الطلاق في المجتمع، وذلك لأنه يهدد استقرار الأسر التي هي نواة المجتمعات.
وللأسف أن نسبة الطلاق في أول سنة زواج قد بلغت 80 % من حالات الطلاق كما هو منشور بإحدى الصحف المحلية بالدولة.
ونجد أن الكثير من المفكرين وأصحاب الأقلام يحللون هذه المشكلة بالنظر إلى جانب واحد من جوانبها، وهو الجانب المادي مثل عدم ثقافة الزوجين في التعامل مع المشكلات وغيرها كثير.
أريد أن أنبه الأزواج والأسر والمجتمع إلى وجود عامل رئيس مرتبط بالعوامل المادية، من وجهة نظري له دور كبير في ارتفاع نسبة الطلاق في المجتمع المسلم
ألا وهو (نزع البركة من هذا الزواج ) فالبركة من الله ، ومعناها كثرة الخير واستمراره، وهذا هو الذي يدعى به للعروسين في ليلتهما : بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما بخير
فمقصود الدعاء استمرارية هذا الزواج بأن يدوم ويكثر خيره وتظهر ثمرته وتبنى حياتهما على العشرة الحسنة
ولكن هذه البركة إذا نزعت من الحياة أو المال فمآلها إلى انقطاع وعدم دوام، وسبب نزعها هو مخالفة شرع الله بمعصيته والخروج عن طاعته
(وتأملوا معي الربا كيف أن الله عز وجل محق البركة منه لكونه محرما قال تعالى (يمحق الله الربا ويربي الصدقات
“وقال صلى الله عليه وسلم: ما أحد أكثر من الربا إلا كان عاقبة أمره إلى قلة ” والسبب هو محق البركة
وتأملوا سبب نزع البركة من البيع بسبب الكذب والخداع فقال عليه السلام : البيعان بالخيار ما لم يتفرقا … وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما
ومن أسباب نزع البركة من الزواج وهو يؤدي حتما إلى الطلاق أو سوء العشرة بين الزوجين، بناء الحياة الزوجية على المعاصي والذنوب
فمن المعلوم قطعا تأثير الذنوب والمعاصي على الأفراد والمجتمعات بل وحتى الجمادات، قال عليه السلام :الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم .
والزواج في وقتنا المعاصر يبدأ بالإسراف المحرم من كثرة الحفلات وما ينفق فيها، فالخطبة وعقد القران والزواج لكل منها حفلة ، ورسولنا عليه السلام يقول: أولم ولو بشاة
من الإسراف المحرم في حفلات الزواج استئجار فستان تلبسه العروس لسويعات بأكثر من 20 ألف درهم، وكوشة تجلس عليها بعشرات الآلاف وربنا يقول: وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين.
(بسبب المغالاة في تكاليف الزواج قد يلجأ الزوج إلى الاقتراض بالربا، وأنَّى للبركة أن تحل في زواج أساسه ممحوق بكبيرة الربا (يمحق الله الربا ويربي الصدقات
المعازف والراقصات والأغاني المخالفة للشرع التي يبدأ بها الزواج من أسباب محق البركة في الزواج، ألم يقل عليه السلام: صوتان ملعونان في الدنيا و الآخرة : مزمار عند نعمة و رنة عند مصيبة
يحتاج أولياء أمور الفتاة أن يتقوا الله في طلباتهم من خاطب ابنتهم، وأن يسعوا إلى أن تكون حياة ابنتهم على وفق شرع الله لتحل فيها البركة وتدوم
(على الخاطب أن يتقي الله في ما يُطلب منه، فلا ترضي مخطوبتك بسخط الله ففي الحديث (من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس و من أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤنة الناس