لقد خص الله شهر رمضان بعظيم المكرمات ، وجسيم السمات ، ومن أعظم الخصائص الآلهية ، ليلة القدر العلية
فتعالوا معي نتذاكر شيئا من دررها وعبرها وأحكامها وآدابها
أولا : تسميتها : قال العلماء سميت ليلة القدر لشرفها وعظمتها ، وقال بعضهم سميت بذلك لما يقدر فيها من مقادير الخلق
ثانيا : فضلها : لها فضائل عديدة ، ففيها أنزل القرآن ، وفيها تقدر المقادير ، وفيها تتنزل الملائكة ، وهي ليلة مباركة ، خالية من الشر والأذى ، ويكفي أنها ” خير من ألف شهر
ثالثا : وظائفها : يستحب إحياء ليلة القدر بالقيام الصادق ؛ لحديث ” من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ” ، ويشرع الاعتكاف للظفر بها ، كما يستحب الدعاء مطلقا ، وخاصا بقول اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ، بل تشرع سائر الأعمال الصالحة فيها من توبة واستغفار وصدقة وغيرها
رابعا : وقتها : هي في العشر الأواخر من رمضان ، وهي في الأوتار أرجى من الأشفاع ؛ ففي الصحيح ” تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان
خامسا : علاماتها : هي ليلة سمحة لا حاردة ولا باردة ، تطلع الشمس في صبيحتها صافية ، لا شعاع لها ، وفي الحديث ” ليلة القدر ليلة سمحة طَلِقَةٌ ، لا حارّة ولا باردة ، تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء
إن العاقل اللبيب لا يفرط في ليلة يفوق العمل الصالح فيها عمل ٨٣ سنة ، فأدعوكم ونفسي للاجتهاد في هذه الليالي القلائل ؛ رجاء أن نكون من الفائزين المعتوقين