الأحاديث في ذلك كثيرة في الصحيحين وغيرهما، ف في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال: «اعتكَف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عشرَ الأُوَلِ من رمضانَ، واعتكفْنا معَه، فأتاه جبريلُ فقال : إن الذي تطلُبُ أمامَك، فاعتكَف العشرَ الأوسَطَ فاعتكَفْنا معَه، فأتاه جبريلُ فقال : إن الذي تطلُبُ أمامَك، قام النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟طيبًا، صبيحةَ عِشرينَ من رمضانَ، فقال : مَن كان اعتكَف معَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فليَرجِعْ، فإني أُريتُ ليلةَ القدْرِ وإني نُسِّيتُها وإنها في العشرِ الأواخِرِ، وفي وِترٍ، وإني رأيتُ كأني أسجدُ في طينٍ وماءٍ . وكان سقفُ المسجدِ جريدَ النخلِ، وما نرى في السماءِ شيئًا، فجاءتْ قزَعةٌ فأُمطِرْنا، فصلَّى بنا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتى رأيتُ أثرَ الطينِ والماءِ . على جبهةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأرنبتِه، تصديقَ رؤياه» وفي البخاري عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما قال: «سأل عمرُ أصحابَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن ليلةِ القدرِ فقال ابنُ عباسٍ: إنَّ ربِّي يحبُّ السَّبعَ، «وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي». وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: أن رجالًا من أصحابِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أُرُوا ليلةَ القدرِ في المنامِ في السبعِ الأواخرِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : «أَرَى رؤياكم قد تواطَأَتْ في السبعِ الأواخرِ، فمَن كان مُتَحَرِّيها فلْيَتَحَرَّها في السبعِ الأواخرِ»، وفي رواية قال: «إن أناسا منكم قد أُروا أنها في السبع الأول، وأري ناس منكم أنها في السبع الغوابر، فالتمسوها في العشر الغوابر». قلت: وهذا يتوافق مع دخول النبي صلى الله عليه وسلم معتكفه صبيحة عشرين، لا صبيحة الحادي والعشرين. وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «التمسوها في العشر الأواخر» زاد مسلم: «فإن ضعف أحدكم فلا يُغلبن على السبع البواقي» وفي البخاري عن الصنابحي قال: «أخبرَني بلالٌ مؤذنُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : أنهُ سمعَ في السبعِ في العشرِ الأواخرِ». وفي البخاري عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «التمِسوها في العشرِ الأواخرِ من رمضانَ، ليلةَ القدرِ، في تاسِعةٍ تَبقى، في سابِعةٍ تَبقى، في خامِسةٍ تَبقى». فظاهر الأحاديث لمن تتبعها أن ليلة القدر تكون في أية ليلة من العشر الأواخر، فمن ضعف عن العشر كلها فليتحينها في السبع البواقي، فمن ضعف ففي الوتر من أولها، فمن ضعف ففي الوتر من آخرها، فمن ضعف فليلة سبع وعشرين، والله تعالى أعلم.