نعم نحتاج لدراسة التوحيد، وذلك لأسباب كثيرة، أذكر منها سببين: ١. أن الله تعالى ما خلقنا إلا لنعبده. قال تعالى: “وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين”، وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ اللهَ يقول لِأهونِ أهلِ النارِ عذابًا : لو أنَّ لك ما في الأرضِ من شيءٍ كنتَ تفتدي به ؟ قال : نعم ، قال : فقد سألتُك ما هو أهونُ من هذا وأنت في صُلبِ آدمَ : أن لا تشركَ بي ، فأبَيتَ إلا الشِّركَ». ٢. ينبغي تدارس التوحيد حتى لا يُنسى لأن الشرك وقع في الناس كذلك، ففي صحيح البخاري في قوله تعالى: «وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا». قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: «أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم: أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا، وسموها بأسمائهم ففعلوا، فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك وتنسخ العلم عبدت». واليوم نرى كثيرا من الناس يجهل أساسيات في التوحيد، فمنهم من يجهل حكم دعاء الأموات، أو حكم رفع القبور وتعظيمها، بل سمعت من يدعو إلى دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، والطلب منه، والاستغاثة به، أو الاستغاثة بعلي، وهناك أضرحة لأولياء يطاف بها، وهناك من يعتقد في السحر والكهان، ويخاف منهم، ويقرب لهم القرابين، وهناك من يعتقد في الجن، وهناك من يعتقد في التمائم والحروز، وهناك من يعتقد في الخرق وغير ذلك كثير، فما لم نتنبه فالأمر خطير، والله المستعان.