أولا: ينبغي أن نعلم أن الإله هو المعبود، وعليه يكون معنى كلمة التوحيد: “لا إله إلا الله” أي لا معبود إلا الله، والمقصود: أنه لا معبود حق إلا الله تعالى، لأن الآلهة التي عبدت من دون الله تعالى كثيرة، لكنها باطلة كلها، والإله الحق واحد سبحانه وتعالى، كما قال تعالى: “ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير”. إذا علمت هذا فاعلم أن كثيرا من الناس يقع في خطأين في مفهوم هذه الكلمة: الخطأ الأول: اعتقادهم أن معنى “لا إله إلا الله” أي لا خالق إلا الله، ولا رازق ولا محيي ولا مميت إلا الله سبحانه، وهذا حق لا شك فيه، ولكنه ليس كل معنى لا إله الله، بل المقصود الأعلا لهذه الكلمة إفراد الله تعالى بالعبادة، ولذلك فإن المشركين الأوائل أبا جهل وأمثاله كانوا يعتقدون أنه لا خاق ولا رازق إلا الله، كما قال تعالى: “ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله”، وقال: “ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله”، ولكنهم كانوا يجعلون بينهم وبين الله سبحانه وسائط يدعونها، وكانوا يعتقدون أن تلك الوسائط أقل شأنا من الله، كما قال تعالى: “والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى” أي يقولون: ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى. فمن أقر بأن الله تعالى هو الخالق، والرازق وحده، ثم جعل بينه وبين الله تعالى وسائط يدعوها، ويلجأ إليها فقد وقع فيما وقع فيه المشركون الأوائل. ثانيا: بعض الناس يقول: أنا أعتقد أن دين الإسلام حق، لكن لا دخل لي فيما يدين به غير المسلمين، وقد يكون أهل الملل الأخرى على صواب أو خطأ، وهذا خطأ، بل ينبغي على الإنسان أن يعلم أن كل ملة غير دين الإسلام فهي خطأ، كما قال تعالى: “ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين”. فالله تعالى أرسل رسوله ليدعو الناس إلى الإسلام، ويلغي كل ما يدين به الناس سواه، وجعل رسالته مهيمنة على جميع الرسالات السابقة.