هذا الحديث نصه: «قَالَ حُذَيْفَةُ لِعَبْدِ اللَّهِ يَعْنِى ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ : عَكُوفًا بَيْنَ دَارِكَ وَدَارِ أَبِى مُوسَى وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : لاَ اعْتِكَافَ فِى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَوْ قَالَ فِى الْمَسَاجِدِ الثَّلاَثَةِ . فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : لَعَلَّكَ نَسِيتَ وَحَفِظُوا وَأَخْطَأْتَ وَأَصَابُوا». خرجه الطحاوي، والبيهقي، والإسماعيلي، ولا يصح العمل به لما يلي: اختلف فيه على حذيفة رفعا ووقفا، وصحح بعض العلماء الوقف، مع أنه ثابت من طرق أخرى عن حذيفة من قوله، فالموقوف لا شك فيه، والمرفوع مشكوك فيه للاختلاف، وبه أعله ابن حزم. إن صح رفعه فإن ابن مسعود أشار إلى خطأ حذيفة رضي الله تعالى عنه، بقوله: «لعلك نسيت وحفظوا» وهذا في الرواية «وأخطأت وأصابوا» وهذا في الدراية. ولذلك ترك العمل بهذا الحديث عامة الصحابة والإئمة من السلف ومن بعدهم، ولم يقل به أحد من أصحاب المذاهب المعروفة، ولا أخرجه أحد من أصحاب الصحاح والمساند والسنن، والله تعالى أعلم.